;
محمد مصطفى العمراني
محمد مصطفى العمراني

كيف ستعمل السعودية على تمكين الحوثيين ودعمهم مستقبلاً؟ 893

2021-10-02 02:08:29

السعودية توافق على حوار رسمي علني مع الحوثيين في سلطنة عمان خلال الفترة القادمة . 

ما سبق مبتدأ وإليكم الخبر ..

أرادت السعودية أن يكون الحوار السعودي الإيراني شاملا للعلاقات الإيرانية السعودية ولعلاقة السعودية بحلفاء ايران في المنطقة بما فيها مباحثاتها مع الحوثيين حول إيقاف الحرب في اليمن لكن إيران أصرت على أن يكون الحوار بين السعودية والحوثيين مستقلا عن تفاصيل المباحثات الإيرانية السعودية وأبدت استعدادها للتدخل والتوفيق إذا تعثر الحوار ، رغم أن الحوار بين السعودية وجماعة الحوثي لم يتوقف يوما ما ولكن هذا الحوار سيكون أكثر رسمية ومفصلية فللحوثيين شروط كبيرة وربما تكشف تصريحات المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام عن بعض شروطهم لإيقاف الحرب ، حيث أكد في تغريدة له اليوم على أن " من يرغب في سلام فخطوات السلام تتمثل في وقف العدوان ورفع الحصار ومغادرة القوات الأجنبية البلاد ومعالجة آثار العدوان ودفع التعويضات، ولن يتحقق سلام بدون ذلك ".

وأضاف: " شعبنا اليمني هو في موقف دفاعي ولم يعتد على أحد، وهو يطلب حقه في كامل الحرية والسيادة والاستقلال ولن يقبل بأقل من حقه المشروع ".

shape3

الحوثيون يشترطون على السعودية أولا مغادرة قواتها لليمن وفتح مطار صنعاء وموانئ الحديدة وكذلك إعادة إعمار ما دمرته الحرب وأن يتولون هم عملية إعادة الإعمار ودفع مليارات الدولارات كتعويضات، وشروط أخرى كانت السعودية قبل سنوات تراها شروطا تعجيزية وترفض مناقشتها من حيث المبدأ، ولكنها الآن صارت قاب قوسين من الموافقة عليها بعد أن فشلت في اليمن فشلا ذريعا وصارت تريد إيقاف الحرب في اليمن بأي تكلفة .

السعودية فشلت في اليمن لأنها لم تكن تريد إنقاذ البلد وإعادة الشرعية إلى صنعاء، كما زعمت وإنما كانت تريد تدمير اليمن وتفكيكه وتقسيمه، وتحويله إلى دويلات فاشلة متناحرة قرارها بيد المملكة .

وللأسف لقد حققت السعودية في اليمن نجاحا كبيرا حيث حولته إلى دولة فاشلة مفككة، تغرق في دوامة من الأزمات والفوضى وعدم الاستقرار .

  بدعم السعودية الكبير للمليشيا، ورعايتها للانقلابات، ورفضها للحسم العسكري ضد الحوثيين، وإحراقها للشرعية وإضعاف موقفها أضعف موقفها كثيرا، وباتت تحت مرمى صواريخ الجماعة وطائراتهم المسيرة التي تهاجم بشكل متواصل جنوب المملكة .

السعودية لا تريد من جماعة الحوثي قطع علاقتها بإيران كما كانت تطالبهم من قبل لأن السعودية نفسها صارت الآن تتطلع إلى تعزيز علاقتها بإيران بأي ثمن خصوصا وان إيران الآن تفاوض السعودية وهي في موقف أقوى من قبل فإيران الآن؛ في ظل الإدارة الأمريكية الحالية التي ستنسحب من المنطقة، وفي ظل المفاوضات السرية والعلنية حول الاتفاق النووي وقضايا المنطقة، صارت في موقف قوة، وصارت تفرض شروطها، وتجاوزت الحفاظ على مكتسبات حلفائها في اليمن إلى انتزاع مكاسب وامتيازات جديدة لهم في المستقبل .

هذا يعني أن السعودية ستقبل بكل شروط الحوثيين في المستقبل، وستقدم كل الدعم والرعاية والتمكين بصفتهم الحليف الأقرب إليها، والذي نال دعمها ورضاها طيلة السنوات الماضية"، فالحرب لم تقم ضد الحوثيين، وإنما قامت لتدمير اليمن ولتقوية الحوثيين وتمكينهم في شمال اليمن، وإعطائهم الشرعية كونهم يواجهون تحالفا عسكريا ضد اليمن ".

  تدرك السعودية استحالة قطع الصلة بين جماعة الحوثي وإيران حيث تنخرط الجماعة بشكل فاعل ضمن محور المقاومة في المنطقة بقيادة إيران ولذا فإن كل ما تريده السعودية من الحوثيين هو بضعة تصريحات إعلامية تشيد بالسعودية وبالمصالحة معها لتحقيق السلام في اليمن لكي تحفظ القيادة السعودية ماء وجهها في الداخل والإقليم وفي الخارج وتسوق لجمهورها بأنها قد صنعت السلام اليمن وسعت لوضع حدا لمعاناته ، كما تريد السعودية إغلاق الملف اليمني بأسرع وبأقل الخسائر الممكنة بعد أن طال القصف الحوثي منشآت أرامكو شرق المملكة وباتت المطارات والمعسكرات السعودية في مناطق جنوب المملكة عرضة للقصف بالصواريخ والطائرات المسيرة بشكل متواصل .

كل المؤشرات ومعطيات الواقع تؤكد أن حوار جماعة الحوثي مع السعودية هو على حساب الشرعية وقضايا الوطن المصيرية وهو ما حذر منه الكثير من المتابعين خاصة وأن الحوثي سيكون المستفيد الأوحد من هذا الحوار كونه سيجني ثمار صموده طيلة السنوات الماضية وسيشرعن حكمة لمعظم مناطق شمال اليمن ويحوله من سلطة أمر واقع إلى سلطة شرعية على الأقل في المحيط الإقليمي والدولي وسيفتح المجال للاعتراف بالجماعة كدولة شرعية وهذا ما سيتم بدعم ورعاية السعودية التي ستضمن للحوثيين إقامة دولة في الشمال مقابل إيقاف الحرب ووقف قصفها بالصواريخ والطائرات المسيرة ، وهذا ما يؤكد ذكاء الحوثيين الذين يتعاملون مع السعودية بشكل تكتيكي بما يحقق مصالحهم ليس إلا حيث ستقدم السعودية للحوثيين خدمات كثيرة ومبالغ طائلة باسم إعادة الإعمار ومقابل تأمين جبهات الحدود ولتضمن وجود نوع من الولاء لها وهو ما يتسق مع رغبة دولية وإقليمية بدعم الحوثيين والحفاظ على مكتسباتهم والتمكين لهم في اليمن .

عندما تضع الحرب أوزارها وتتوقف صوت المدافع وهو ما أصبح وشيكا فإن جماعة الحوثي قد تتخذ بعض الخطوات السياسية في الداخل لإحداث انفراج سياسي ومصالحة وطنية حيث سيقبلون بعودة بعض قيادات الشرعية كمواطنين فقط وسيقبلون بوجود ديكوري لقوى سياسية كرتونية تعمل على شرعنة سلطتهم وتجملها كديكور سياسي ليس إلا ، لكن جماعة الحوثي – برأي الكثير من المتابعين – لن تقبل بوجود معارضة حقيقية للجماعة والفترة القادمة كفيلة بتأكيد هذه الشكوك أو نفيها .

الحوثيون سيظلون القوة الأبرز في شمال اليمن خلال الفترة القادمة وهذه الحقيقة صارت مؤكدة ولا يشك فيها أحد ولكن في كل الظروف والأحوال لابد من توحد كافة القوى والنخب الوطنية اليمنية والعمل على منع تقسيم اليمن وإيجاد تيار وطني ثالث ينقذ اليمن من مخاطر الهيمنة السعودية الاماراتية التي صارت تتقاسم النفوذ في جنوب اليمن ومن كوارث المليشيا المسلحة الخارجة عن الدولة ويعمل على استعادة الدولة اليمنية التي تمثل الجميع وتتسع للكل .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد