هناك فريقان متطرفان إلى درجة أن حقدهما يهدي الحوثيين كل يوم نصراً جديداً .
الفريق الأول يريد الحوار مع الحوثيين والخضوع لسلاحهم بعد سفكهم لدماء اليمنيين وتجويع الشعب وتسليم البلد للحرب بالوكالة، ويعارض أي تفاهم مع المؤتمر الشعبي الحاكم سابقا بكل أطرافه من بينهم عائلة الرئيس السابق علي عبد الله صالح ، وهؤلاء أقول لهم إن كان خلافنا مع صالح والمؤتمر خلافاً سياسياً؛ فيجب أن يتوقف هذا الخلاف عند الحرب وإعادة التفاهمات وترتيب الأولويات التي تتعلق بحماية الجمهورية واستعادة الدولة وسيادتها على كامل أراضيها، وإن كان خلافنا من مبدأ دعم صالح للانقلاب وتسليم السلاح للحوثيين فقد رحل صالح وبقي الوطن الذي نتشارك في حمايته حتى مع أبنائه، والصندوق هو الحكم في اختيار حكام اليمن وليس السلاح والقوة، فالحرب علمتنا أن الحرب نتيجة من نتائج الاستبداد والصراع على الحكم دون احترام لمعايير الاختلاف، ولن تتكرر تجربة دفع اليمنيون دولتهم وجمهوريته ثمنا لذلك الصراع الذي ورثته الإمامة وخسرته الأحزاب وعلى رأسهم الإصلاح والمؤتمر .
أما الفريق الآخر فيحلم بسيناريو تخلص الحوثيين من الاصلاح ودفع ثمنا لهذا الحلم تفكيك حزبه وقتل وتشريد قياداته .
وعلى هؤلاء أن يدركوا أن تجربة دعمهم لانقلاب الحوثيين نكاية بالإصلاح كانت نهايتها عودة الإمامة وسيطرة إيران على صنعاء وحرب ودماء على طول وعرض خارطة اليمن، وعليهم التخلي عن أحقادهم وانتقامهم وتذكر أن أبلغ خلاف بين المؤتمر والاصلاح وأعقده انتهى بحوار سياسي ولم ينته بحرب ودماء .