للأغبياء الذين يقولون لكم أن التحالف يجهز جهة لحكم اليمن، اسألوا أنفسكم.. هل يدعم التحالف القضم مما في يد الحوثي، أم متماهي مع خطة استنزاف الجميع؟
سياسة " خذ منه وناوله" التي يعمل بها التحالف بين الشرعية والميليشيات لا تستعيد الأرض من الحوثيين بل تفتت ما في يد الدولة من قوة صلبة !
المتتبع للأحداث منذ 2011 وحتى اليوم كان هدف الخليج التخلص من القوة العسكرية ومخزون السلاح لدى نظام صالح المهدد لهم باستمرار، لكن بعد سقوط العاصمة في 2014 تفاجأوا بقوة حليفة لإيران تصعد، فكان إعلان التحالف الذي لم يهدف لحسم المعركة بل لتقسيم الأرض بين جهات متعددة .
كانت البداية من إضعاف صالح والمؤتمر لصالح شرعية رخوة متناقضة الحلفاء، ثم بدأت سياسة إضعاف الشرعية لصالح ميلشيا متعددة ومتضاربة الأهداف، وما يحصل الآن عودة لسياسة وهم إضعاف الاصلاح، بعد أن أدت الحرب الى تفكك كل الميلشيات التي تم بناؤها، بينما في الظل يرث الحوثيون القوة والأرض .
وصل حلفاؤنا في الخليج إلى قناعة "سلامة الرأس" في عهد بايدن، وإن كانت الأطراف في نار إيران، ولذلك لم يطمحوا لسحب الأرض والقوة من الحوثيين في مناطق سيطرتهم، بل أرادوا كسب أرض أكبر لميلشياتهم وإضعاف أكثر لشرعية تعرقل استراتيجية الهدن مع إيران .
لم يعد يرى التحالف هناك خطرا من الحوثيين خارج مناطق تواجدهم في الشمال، وعاقدون أن كلما يأخذ في مارب وشبوة والجوف هو عملية جراحية انتقالية لإضافتها فوق الكاسات الفارغة من الميلشيات التي بنوها والقابعة في أماكن ضيقة سهلة الاستهداف ولا تؤثر في سير المفاوضات مع الحوثيين .
الحقيقة التي لا يدركها التحالف الذي يلعب على عامل غير فاعل في حرب اليمن وهو عامل الوقت، أن المتغيرات ستقطع استراتيجية اخضاع كل الأطراف للنفوذ، فاليمن أصبحت ساحة أكبر من تصفية إيران والسعودية حساباتها فيها ، ولذلك فكما استنزفت القوات التي بناها التحالف سيستنزف نفوذه في اليمن .