تكسب السعودية زخماً شعبياً في أي معركة تخوضها ضد إيران سواء إعلامية أو دبلوماسية أو اقتصادية أو حتى عسكرية، فضحايا الجرائم التي ترتكبها ميلشيات طهران في العراق وسوريا ولبنان واليمن بالملايين .
لكن عادة ما توصف معارك السعودية بغير المكتملة إذ أنها تتجمد أو تتوقف في المنتصف .
لا زلنا نتذكر فجر إعلان عاصفة الحزم ضد انقلاب الحوثيين المدعومين من إيران واستعادة الشرعية، حتى أن أكثر المتشائمين اعتقد أنها ستحسم خلال شهرين فقط، ولا زلنا نتذكر عشية إعلان حصار قطر حتى اعتقد الجميع باجتياح بري خلال ساعات، وها هي تعلن الرياض الحرب على حزب الله مستغلة تصريحات قرداحي .
تبدأ السعودية معاركها بقوة طاحونة ضخمة تجعل من خصمها مجرد هشيم تذروه الرياح، ثم ما تلبث أن تتوقف تلك الطاحونة منتصف المعركة، فهل الأمر يعود لثقافة السعودية بإتاحة المجال للحوار وعدم الحسم؟ أم تحقق أهدافها بدقة دون أن تظهر انتصاراتها؟ أم تخطط لدخول المعركة ولا تخطط للخروج منها؟
وبغض النظر، ومهما كانت الأسباب التي تدفع السعودية إلى عدم خوض الحروب إلى نهايتها، إلا أن تلك الحروب حين تستهدف إيران وميلشياتها تجد دعما وتشجيعا من كل الشعوب العربية والإسلامية، لأن طهران وضعت نفسها موضع الكراهية بسبب جرائم ميلشياتها التي تخطط لها وتمولها في البلدان العربية .
ورغم أن الأزمة مع لبنان جاءت بعد نشر تصريحات سابقة لوزير الإعلام جورج قرداحي؛ إلا أن أهدافها قد تكون الحصول على ورقة ضغط على إيران تشبه ورقة اليمن على السعودية، كما قد يكون تهرب سعودي من أي ضغط دولي لتمويل موازنة لبنان التي تعاني من انهيار اقتصادي مريع في ظل حكم حزب الله وإيران .
قد توقف الرياض المعركة الإعلامية والدبلوماسية مع طهران في لبنان، لكن في النهاية ما شجع إيران وحلفائها لتوصيف حرب التحالف في اليمن بالحرب العبثية هو منع الحسم والتوقف منتصف الطريق .
تنظر إيران لحرب الحوثيين ضد اليمنيين بأنها مقدسة، وعلينا اعتبار معركة استعادة صنعاء قدسية الأقداس .