المتتبع لإستراتيجية إيران وميلشياتها في الحروب الداخلية، تتوزع على عدة مراحل، مرحلة ما قبل الدخول إلى منطقة ما وتتسم بالسرية وتجرى فيها دراسات الموقع الجيوسياسي والتركيبة الديمغرافية وإثارة النعرات المناطقية والطائفية والعرقية والثارات القبلية واختراق المجتمع ، والتمكين الاقتصادي وتجنيد العملاء وشراء الوجاهات، وكسب وتنظيم وتجنيد مقاتلين .
ثم تبدأ المرحلة العسكرية التي تتسم بالعنف المفرط ويتم خلالها زرع الألغام وإطلاق الصواريخ والدرونز وتجنيد الأطفال في أنساق انتحارية، يرافقها عمل أمني واستخباراتي يتمثل في الاغتيالات والتفجيرات وتحريك ملف الجماعات الإرهابية ، ثم مرحلة ما بعد السيطرة التي تتسم بمزيج من الانتقام والتغيير الديموغرافي للمناطق التي يدخلونها ، وهذا التغيير نوعان السريع ويتمثل في تهجير الخصوم والبطيء الذي يدار عبر الاقتصاد وسوق العقارات واللعب بالوظائف والرواتب والتي تجعل تلك المناطق طاردة لغير من يتم تمكينهم فيها، ثم تبدأ عمليات التجريف الثقافي والفكري .
ومع كل مرحلة من المراحل لها سياسة إعلامية للخارج وتعبوية للداخل وتغيير في التحالفات وتنظيف الميدان من الحلفاء الضعفاء والأوراق المحروقة وتعديل استراتيجية المعركة القادمة التي تمر بذات المراحل .
كما أن الحوثيين وهم في المرحلة الثانية أو الثالثة في منطقة ما يبدأون في المرحلة الأولى في المنطقة اللاحقة، ويقال أن إيران تناقش مع الحوثيين ترتيبات معركة باب المندب وما بعد الحدود مع السعودية .