حزنت كثيرا لأنني منذ ما يقارب شهرين أحاول طباعة كتابي عن شيخنا القاضي محمد بن إسماعيل العمراني ـ رحمة الله تغشاه ـ ولم أستطع .!
تصوروا ثلاثة أشهر وأنا شبه متفرغ للتأليف عن شيخ الإسلام وعلم الأعلام ورجل الإجماع الأول في اليمن وبعدها لم أتمكن من طباعة كتابي عنه .!
أرسلت الكتاب لعدد من دور الطباعة والنشر في الداخل والخارج وكلهم يريدون طباعته طبعة تجارية على نفقتي وسيقومون بتوزيعه بمقابل أخذهم لنصف النسخ، سيطبعونه طبعة فاخرة وبشكل مجلد، الألف نسخة منه بـ 1300 دولار، لدي بعض هذه العروض بشكل ورقي يمكنني ارسال صور منها لمن أراد التأكد والتواصل مع هذه الدور .
أرسلت نسخ من الكتاب وورد لبعض الشخصيات الميسورة في الخارج لطباعته ولا أريد منهم شيئا ولا حتى نسخة ولكن للأسف لم أجد سوى وعود لم يتحقق منها شيئا .!
للأسف صدمت وأحبطت فقد كنت أتوقع أن تتسابق دور الطباعة والنشر لطباعة مثل هذا الكتاب خصوصا وأن فيه الكثير من القصص التي لم تنشر وفيه مباحث رائعة لم يسبقني إليها أحد وقد كتبته بأسلوب رائع وسرد مشوق ولغة جميلة ما يجعله رحلة ممتعة وفيه الكثير من الفوائد العلمية والقصص الشيقة والأحاديث الهامة، كما فيه من الجديد والمفيد ما يستحق أن يقرأ ويحتفى به .
رحمة الله تغشاك يا شيخنا وأنت في مستقر رحمة الله ، ليتك تعلم كيف بخل طلابك وتقاعس محبيك عن طباعة كتاب يوثق لجهودك ويخلد سيرتك ؟ !! .
لقد جعلني هذا الإحباط أحجم عن مواصلة كتاباتي عن الدولة الرسولية في اليمن رغم أنها كانت تلقى حفاوة كبيرة من القراء ورغم أنني كنت قد عزمت على إعادة صياغة تاريخ الدولة الرسولية وإشراقاتها الحضارية والمعرفية بأسلوب قصصي شيق بعيدا عن السرد التاريخي الجاف ولكن الإحباط هجم علي فمثل هذه المشاريع تحتاج لمؤسسات ومراكز دراسات أبحاث تتبناها وتفرغ الباحث لهذه المهمة وتمكنه من المراجع المطلوبة وللأسف لم أجد أي مركز أو مؤسسة تتبنى هذا المشروع ، لم أجد حتى شخصية يمنية من المحبين لوطنهم وتاريخه المشرق يقدم لي حتى بعض الكتب والمراجع الورقية فالعبد لله يقوم بهذه الجهود بجهد فردي في زمن الخذلان ، زمن جلد الفاجر وعجز الثقة وحسبنا الله ونعم الوكيل .
المحزن أيضا أن هذا الخذلان أغلق شهيتي للكتابة وتسبب لي بإحباط لا يعلمه إلا الله حتى أنني أفكر باعتزال الكتابة .
أتمنى أن أجد من يتطوع بمراجعة الكتاب لغويا وسوف أكتب له شكر في مقدمة الكتاب لأني عرضت مراجعته على أكاديمي متمكن لغويا لكي يقوم بمهمة المدقق اللغوي فطلب 200 دولار ـ الكتاب 277 صفحة ـ وظل يشكو لي ظروفه حتى وجع قلبي وكأنني ناقص هم ووجع قلب؟!!
إذا وجدت من يراجع الكتاب لغويا سوف نصمم له غلاف جديد أفضل من الغلاف السابق ونخرجه pdf وبشكل يليق به وننشره في النت لمن أراد تحميله مجانا ونجعل طباعته ورقيا متاحة لمن شاء، وربنا يجمعنا بشيخنا القاضي محمد بن اسماعيل العمراني ـ رحمة الله تغشاه ـ في جنات الفردوس بحوله ورحمته والله المستعان.