وإذا رأيتهم تعجبك هيئاتهم وأشكالهم لما هم فيه من النظارة والنعيم وإن يتكلموا تسمع لكلامهم لما فيه من البلاغة، وهم أيها الجمهوريين لا يفهمون شيئًا ولا يعونه يظنون كل صوت يستهدفهم لما فيهم من الجبن والخيانة هم العدو حقا فحذروهم يا أبطال جيشنا الوطني العظيم ومقاومتنا الشعبية الباسلة أن يفشوا لكم سرا أو يكيدوا لكم مكيدة لعنهم الله كيف يصرفون عن العقيدة وأهداف الجمهورية مع وضوح دلائله وجلاء البراهين .
فحالنا معهم هو كما أن تسلم جسدك المخدر إلى جراح فتكتشف بعد حين أنه جزار، أو أن تستأجر حارساً ليحرسك فتراها في المنام يقتلك أو أن تستجير بأحدهم ليحميك، فيستبحك ويسلمك.. هو شعورنا جميعا عندما تقرأ عن قضية فساد تشبه القصاص من وطن لم يبخل على أي منهم حتى بعفوه .
كلما شد أحدهم على آباطه وهو يهتف باسم الوطن وعمر الوطن ورفعه الوطن ومصلحة الوطن وضعت يدي على قلبي وركضت الى خريطة بلدي لأرى أي جزء سيمتلك هذا الوطني وكلما تزنر أحدهم بالقايش فوق ملابسه المدينة وخطب عن الواجب والانتماء والنزاهة ركضت الى كل ذرة تراب وورقة شجر ودمعة فقير في البلد لأرى كم تبلغ حصته من السمسرة .
لقد سحبوا آخر خيط في سجاد الثقة وأجبرونا على الكفر بحماسهم وخطبهم وخططهم ومشاريعهم كان صوتهم العالي المحروس بالسلطة يوهمنا دائما أنهم أفهم منا وأقدر منا وابر منا وأكثر انتماء منا وعندما انقشع عنهم دخان التدليس اكشفنا انهم ليسوا منا .
مسكين يا وطني كلما أطلقت زفيرا أمنا وحاولت أن تغمض جفن السكينة فاجأك أحدهم وأفتض من جسدك مزعة ومن عينك دمعة الى متى وانت تقابل ذاك العقوق بالغفران .
لست أدري كيف تطعهم
قلوبهم ويعقونك ويخونك
وهل من مثلك يا وطني يخان؟!
قال تعالى: (وإِذا رأَيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون).