الصمت المطبق لجامعة الدول العربية على العدوان الإيراني على اليمن وتدخلاتها السافرة في شؤونه الداخلية مبعث للحيرة والقلق فهل فقدت الجامعة المهمة الرئيسية التي أسست من أجلها؟
ولماذا هي صامتة ولا يوجد لها أي دور تجاه العدوان الإيراني الغاشم على اليمن؟!
فهل يا ترى تناست الجامعة أهدافها الهامة؟!
أم أن هذه الأهداف أصبحت مجرد لوحة مكتوبة على جدرانها فقط؟
وللتذكير فجامعة الدول العربية عبارة عن منظمة إقليمية قامت بنشأتها الدول العربية بتحالفها مع بعضها وباتحادها فهي تضم الكثير من الدول العربية في إفريقيا وفي أسيا، أيضًا من أهم أهدافها التعاون مع الدول العضوية في الكثير من الشؤون الأمنية والعسكرية ومنها: الاحترام التام للسيادة والأحكام الدولية وعدم التدخل في شؤون كل دولة بما يخصها وقمع وإنهاء العدوان بحيث أنه إذا تعرضت أحد الدول الأعضاء إلى القمع من أي دولة أخرى فإن ذلك يتطلب انعقاد مجلس الجامعة العربية فلماذا لا تقوم الجامعة العربية بقمع العدوان الإيراني على اليمن ؟!
ولماذا لم تعقد الجامعة أي اجتماع منذ بداية العدوان الإيراني الحوثي على اليمن وحتى اليوم؟!
ولماذا لم نسمع من الجامعة العربية أي موقف تجاه جرائم الحوثيين على مدينة مأرب؟!
ان هجمات وعدوان مليشيات إيران على مأرب لم تعد تتطلب من الجامعة العربية عقد اجتماع فقط فالأمر خطير ووفق لأهداف الجامعة فإنه يتطلب منها التدخل العسكري العربي الصارم لقمع العدوان الحوثي على مدينة مأرب وحماية المدنيين فيها .
إنه يجب على الأمين العام لجامعة الدول العربية أن يبادر وبشكل سريع لاستخدام بند قمع العدوان وتطبيق هذا الهدف الهام من أهداف الجامعة بالتدخل في قمع العدوان الإيراني على اليمن والتصدي لهجمات الحوثيين على مدينة مأرب مالم فليقدم استقالته من هذا المنصب ويعلن للجميع وفاة الجامعة العربية .
إنه لمن المخزي لجامعة الدول العربية أن تفقد مهمتها في ظرف صعب يتعرض فيه المواطن العربي للقتل والتشريد والقمع من قبل إيران في اليمن ولبنان وسوريا والعراق فيا ترى هل أصبح العرب جميعا عاجزين عن الوقوف في وجه إيران؟!
وهل وصل بهم الجبن والذل الى أن تلتزم جامعتهم الصمت المخيف والسكوت المفجع؟
أم أننا نحن العرب قد وصلنا الي حالة ما تسمى باللهجة العامية " طباز الطبائن " والانشغال بالترصد ببعضنا البعض، ومؤسف ومؤلم ان العرب أصبحت وظيفتهم أن يكونوا يدا للعدو الخارجي الإيراني وغيره في النيل من بعضهم البعض بالنيابة عن إيران؟
فلماذا وصل العرب الى حالة الشتات والتردي والانحطاط في كل سلوكياتهم والتخلي عن بعضهم البعض؟
هل هي لعنة عابرة حلت عليهم؟!
لقد أصبح العرب في ظل تطاول وتنمر إيران عليهم لا قيمة لهم ولا وزن، ومخجل ان يؤدي بعض العرب دور (الشغالة) لإيران ويقوم بالمهمة لها في شق البيت العربي من الداخل وإيجاد الشروخ والتصدعات فيه .
الخلاصة: في ظل هذا التمزق والتفرق والتناحر العربي يحق لإيران ان تمدد ولا تبالي مع انشغال العرب وتفرغهم باللهجة الشعبية الدارجة ( للبعسسة والبخششة ضد بعضهم البعض ) وبهذه الوظيفة فلن تقام لهم قائمة وستبقى عقولهم مستعمرة ولن تتحرر من الأفكار الطفولية والجاهلية مالم يكبروا بأنفسهم ويتفرغوا للتصدي للخطر الإيراني المحدق بهم ان لم يفعلوا ذلك فإيران سترمي بهم الي البحر وتقيم خليجها الفارسي على جثثهم .