البيان الذي أصدره د أحمد عبيد بن دغر والأستاذ عبد العزيز جباري هو خطوة أولى نحو صحوة للشخصيات المؤثرة والقوى الوطنية لتدارك الوضع الكارثي الذي تعيشه بلادنا والذي يتحمل التحالف وأدواته المسؤولية الكاملة عنه ولذا يجب أن ينال هذا البيان حقه من التفاعل الإيجابي والنقاش المطلوب .
- على الشخصيات والقوى الوطنية أن لا تكتفي بإصدار البيانات فقط وإنما يجب تتبع هذه البيانات تحركات وخطوات ملموسة لإنقاذ الوطن ، يجب التحرك والتحلي بالمسؤولية الوطنية فالكل مسؤول عن هذا الوطن وما يتعرض له هذا الشعب أمام الله أولا ثم أمام القانون والتاريخ وعلى الوطنيين التحرك العاجل قبل فوات الأوان .
من المؤكد لدينا ملاحظات على البيان لكنه في النهاية افضل من الصمت وغياب المواقف بألف مرة ، ما أنتقده على البيان على سبيل المثال أنه ما يزال يعول على قيادة " الشرعية " أن تتحرك وتعمل شيئا لإنقاذ الوطن وهذا غير معقول فالله سبحانه وتعالى يقول : ( فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ) .
هذه القيادات انتهت ولم تعد قادرة على أن تعمل شيئا والتعويل عليها مضيعة للوقت والجهد ولذا يجب تجاوزها وبلورة شرعية وطنية من الشارع اليمني وستفرض وجودها ويعترف بها العالم الذي صار يتعامل مع مليشيا مسلحة لمجرد سيطرتها على الأرض ولذا يجب تجاوز مأزق الشرعية وترك هؤلاء يرتعون في الفنادق حتى يشأ الله .
من ملاحظاتي أيضا أن البيان كغيره من البيانات " يطبطب " على التحالف ويجامله ويقدر دوره في اليمن وهذا خطأ كبير ومغالطة للشعب اليمني فعدم إلقاء المسؤولية على التحالف وأدواته في الداخل والخارج واتخاذ موقف واضح ووطني منه يضع أكثر من علامة استفهام حول هذا البيان خاصة وأن الجميع يعلم بأن اليمن يتعرض لتدمير ممنهج منذ سنوات ومقولة أن التحالف تدخل في اليمن لإنهاء الانقلاب ودعم الشرعية لم تعد تنطلي على أحد ، لقد تدخل التحالف لتدمير اليمن بشكل ممنهج وخبيث ، تدخل عسكريا لدعم الانقلابات ورعاية المليشيا وعرقلة عودة الدولة اليمنية ولإبقاء اليمن تحت سيطرته وسيطرة المليشيا أدواته لأطول فترة ممكنة وهذه هي الحقيقة التي يجب أن يصرح بها الجميع وأن يبنوا عليها مواقفهم وأن يتحركوا على ضوئها لإنقاذ اليمن .