ربما كان علينا في هذا الظرف أن نحدد أين تكمن المشكلة، وأنا أراها في الانقسامات الرأسية (داخل كل حزب) والأفقية (مع الآخرين) التي تعيشها القوى السياسية حاملة المشروع الوطني المقاوم للمشروع الحوثي الإيراني .
هنا يكمن بيت القصيد، حيث يترعرع خبث التوهم الذي لطالما أخذنا بعيداً عن مسؤوليتنا في مواجهة حقيقة الانقسامات التي مزقت القوى السياسية داخلياً وفي علاقتها ببعضها، وأعاقتها عن أداء دورها بالكفاءة التي تتطلبها تعقيدات وصعوبة المهمة. ما الذي ننتظره من الآخرين حينما نتشرذم على هذا النحو الذي لا نستطيع معه أن نرمم علاقاتنا الداخلية بصورة تجعل منطقنا مقبولاً ومحترماً عند هؤلاء الآخرين، سواء كانوا حلفاءنا أو خصومنا .
نقطة البداية في إصلاح الخلل هي معالجة هذه الانقسامات داخل القوى السياسية وفي علاقتها ببعضها، والتخلي عن لعب دور الضحية، أو البحث عن ضحية تحمله مسؤولية فشلها. لم يعد هناك مجال للعب مثل هذه الأدوار التي أفرغت الحياة السياسية من قيمتها، فهناك على صعيد المواجهة من يختزل الجميع كفئران مصيدة، ولنا الخيرة في أن نكون فئران مصيدة، أو حماة وطن يجري بإصرار إلحاقه بخرابة كربلاء .