البراعة هي في أن تستخدم الأخطاء الثانوية في لفت الانتباه للأخطاء الجسيمة ومواجهتها .
أما البرع فهو أن تلعب بالأخطاء الثانوية لغسل وتبرئة الأخطاء الجسيمة .
ولذلك قد نجد أن من صفات السياسي :
أنه انتهازي ولكن ليس لدرجة النذالة،
وأنه ناكر ولكن ليس لدرجة الجحود،
وانه مجامل ولكن ليس لدرجة الاسفاف،
وأنه صبور ولكن ليس لدرجة الصفاقة،
وأنه ناقد ولكن ليس لدرجة الشماتة والتشفي .
وانه متربص ولكن ليس لدرجة الخيانة .
وأنه متطلع ولكن ليس لدرجة السقوط ..
وأنه مراوغ ولكن ليس لدرجة التآمر ..
وأنه مشاكس ولكن ليس لدرجة الوقاحة
وأنه متقلب ولكن ليس لدرجة بيع المواقف ..
بين هذا وذاك يكمن الفرق بين السياسي والبرع .
تمضي حياتنا متعثرة بخيبات المتنطعين ممن امتهنوا سياسة البرع وتقلبوا في ساحته.
ولن يستقيم حالها طالما ظل هؤلاء يغطون المشهد بما منحتهم إياه الفرصة من إمكانيات للتهريج وتأجيج الانقسامات في توافق مع ما تتطلبه مصالحهم من صراعات مستمرة.