مغادرة السفير الإيراني بصنعاء حسن إيرلو لليمن بهذه الطريقة التي توحي بأن هناك خلافات بين الحوثيين وإيران هي ترتيبات متفق عليها بغطاء طبي.
لم أجد وسيلة إعلامية تابعة للحوثيين بشكل مباشر أو غير مباشر قد أكدت أن هناك خلافات بين الجماعة وإيران حتى الناطق الرسمي للجماعة محمد عبد السلام عزا الأمر لأسباب طبية بحتة مشيرا إلى أن طائرة عراقية قد نقلت السفير الإيراني من صنعاء وفق تفاهم سعودي إيراني تم عبر بغداد .
الحوثيون يريدون القول بأنهم سلطة تمتلك قرارها وقادرة على فك تحالفها مع إيران وغيرها بينما التحالف مع إيران لن ينتهي برحيل سفير للعلاج أو للاستجمام أو للإيحاء بأن هناك خلافات بين جماعة الحوثي وإيران، وبالمقابل فإيران تريد خلال الفترة القادمة أن تعطي انطباع أنها قد تركت لحلفائها في اليمن كل الصلاحيات والاستقلالية للحوار مع السعودية بما يحقق مصالحهم .
الحوثيون يرون أنهم جزء من تحالف المقاومة في المنطقة والتي تقوده إيران وعلاقتهم بإيران استراتيجية والخلافات واردة مع السفير حسن إيرلو ولكن انفكاك التحالف مع إيران أمر غير صحيح .
رحيل السفير هو بشكل أو بآخر لصالح الحوثيين فقد كان وجوده في هذه الظروف الغير طبيعية حيث لم يبقى في صنعاء لا سفير ولا قنصلية يعطي انطباع بتبعية الجماعة بشكل مباشر لإيران وهي ما تضررت منه الجماعة ولو إعلاميا .
لكن: هل بلعت السعودية الطعم؟
وهل رأت في رحيل السفير الإيراني من صنعاء عودة للحوثيين إلى عمقهم العربي؟
السلطات السعودية أيضا لها أسرى لدى الحوثيين وتريد إطلاق سراحهم وتريد أن تقول لشعبها وللعالم: نحن ضغطنا على الحوثيين حتى فكوا تحالفهم مع إيران وعادوا لعمقهم العربي وهذه هي الخطوة الأولى منهم وستتبعها خطوات ولذا فإنهم يستحقون ما سنقدمه لهم من تنازلات مستقبلية إن وافقوا على الحوار معنا من أجل ايقاف الحرب في اليمن .