هناك الكثير مما كان على التحالف عمله قبل 7سنوات للحفاظ على الشرعية ولم يعمله، والآن يعمل في ظروف معقدة بأقل الأهداف.
البعض يعتقد أن بناء قوة موازية للشرعية ومنع الرئيس من العودة إلى عدن، مكن للتحالف أكثر في اليمن!
محاولات التحالف إعادة التوازن العسكري في اليمن بين الحوثيين والشرعية والتوجه لتطبيق اتفاق الرياض؛ هي محاولات تقليل الخسارة وليس للكسب أكثر، خاصة وأن ذلك يتم في الوقت الضائع والأمريكان يوشكون على توقيع اتفاق مع الايرانيين من ضمنه حدود نفوذهم المعمد بحرب الحرس الثوري بما فيه اليمن.
تعد السعودية اللاعب الاقليمي الأساسي في اليمن، لكنها قبلت بالخطة الأمريكية في تقاسم النفوذ مع الإيرانيين الذين يطلبون المزيد من النفوذ إلى درجة وضع اشتراطات تتعلق بالمقدسات الاسلامية التي هي تحت سيادة السعودية.
قبل العمليات العسكرية الأخيرة التي جاءت بعد فشل حوارات ظهران الجنوب ومسقط وبغداد مع الحوثيين والإيرانيين؛ كان يتلاشى جزء من ملامح النفوذ في المنطقة بين الرياض وطهران لصالح أنقرة، وهذه واحدة من مخاوف الرياض في فقدان جزء من نفوذها لصالح أطراف جديدة فرضت أطراف الصراع تواجدها.
تعمل السعودية في اليمن بكلفة باهظة ضمانا لبقاء هذا البلد المجاور تحت نفوذها، ولذلك فهي تتحرك في شبكة تعقيدات غير مفهومة حتى للقادة السعوديين في الميدان.
تعمل الرياض على صناعة منافسين لها لسحب البساط من منافسيها الحقيقيين، وهذه اللعبة تعمل بها على كل المستويات.
فمثلا في أول سنة حرب جمعت الرياض عدة دول خليجية وغير خليجية في تحالفها لدعم الشرعية اليمنية حتى كانت على وشك الحسم، وعندما وجدت مقاومة دولية لأي انتصار لها في اليمن، وتوجه أمريكي أوربي لإيذائها حركت ملفات متناقضة أظهرها على أنها في وضع ضعف، ولكن ذلك الضعف صنع لأهداف متعددة.
على مستوى الاقليم دفعت الرياض بالدوحة خارج التحالف من خلال مسرحية الحصار لتصبح أقرب إلى طهران وتستلم ملفات سياسية وإعلامية، ثم قربت مسقط وهي تعرف أن بيدها ملفات دبلوماسية ولوجستية مهمة، والآن تدفع بأبوظبي باتجاه طهران للتمكن من ملفات حساسة.
على المستوى اليمني استخدمت الرياض كلا من مسقط والدوحة في استيعاب جماعات مناهضة لها ، واستخدمت الإمارات في بناء قوى موازية للشرعية، وليس بالضروري أن يكون هناك تنسيق بين السعودية ودول الخليج الفاعلة في الملف اليمني ، لكن المؤكد أن الرياض تتحكم في ملف اليمن وتلعب مع هذه الدويلات به.
باعتقادي ليس للسعودية أعداء محددين لا على المستوى الدولي ولا الاقليمي ولا المحلي اليمني، فالرياض تتعامل مع الأحداث بما يؤمن للعائلة الحاكمة في السعودية البقاء أكثر وقت ممكن في الحكم، وهذا قد ينظر له بمنظور سلبي لدى البعض لكن على مستوى الأمن الاقليمي إيجابي.
فالسعودية لا ترى في الشيعة ولا الاخوان ولا أي تيار أيدلوجي عدوا دائما لها، كما لا ترى في قطر والامارات وعمان منافسين لها في المنطقة، فهي تحاول أن تمسك بمفاتيح النفوذ والتأثير وتترك مساحات للعب والمصالح حتى يصور للمراقبين أنها تعمل ضد مصالحها الإقليمية.
وباختصار السعودية لا ترى في الإصلاح ولا الانتقالي ولا الحوثيين ولا المؤتمر أعداء مطلقا، لكنها ستواصل اللعب بالتوازنات، ولن تدعم بقاء الرئيس هادي أو عودة نظام صالح أو نفوذ علي محسن الأحمر أو قيادة عيدروس الزبيدي، ولن تقبل بانفراد الاصلاح أو الحوثي أو الانتقالي أو المؤتمر بحكم اليمن.
ما تريده السعودية في اليمن نفوذا كاملا ودائما لها سواء بقيت اليمن موحدة قوية أو هشة أو ممزقة.
ستحصل السعودية على بعض أهدافها في ظل عالم مرتبك يعاني من تهديدات الحرب، فهل يختصر اليمنيون على أنفسهم الكلفة والثمن والتفاهم مع الرياض على آلية تضمن وحدة البلد وأمن واستقرار المنطقة؟