;
محمد مصطفى العمراني
محمد مصطفى العمراني

من طرائف الشيخ علي الطنطاوي 963

2022-01-06 09:14:05

من الشخصيات العجيبة المدهشة التي تأثرت بها الشيخ علي الطنطاوي (1909م ـ 1999 م) ـ رحمة الله تغشاه ـ، قارئ نهم للكتب منذ كان عمره عشر سنوات، كتاباته رائعة وأسلوبه جذاب وعفوي ولغته سلسة متفردة . 

shape3

أسر القلوب بشخصيته المرحة المحببة، فهو صاحب الابتسامة الذي لا تفارقه الطرفة، جذب الناس بأسلوبه الرائع في الكتابة وفي الأحاديث التلفزيونية الشيقة مثل برنامج " نور وهداية " وبرنامج " على مائدة الإفطار " على التلفزيون السعودي، في كتبه علم غزير وأدب ممتع وفي مذكراته قصص وطرائف وعبر وفوائد جمة .

هو أديب الفقهاء وفقيه الأدباء، شخصية موسوعية، عمل في التدريس والقضاء ووضع المناهج الإسلامية في سوريا وأدار مجلة " الرسالة" الشهيرة في القاهرة بالإنابة عن رئيسها أحد حسن الزيات لفترة من الزمن . 

كان يعمل في التدريس أثناء الاحتلال الفرنسي لسوريا ويحرض ضد المحتل الفرنسي فتم نقله من دمشق إلى منطقة نائية وعندما وصل جمع الناس وحرضهم ضد الفرنسيين فتم نقله إلى منطقة أخرى وهكذا 21 مرة حتى وصل إلى دير الزور في حدود العراق ولما ضاقوا به ذرعا أرسلوه للتدريس في العراق .!

نقلوه من سوريا بكلها .!

قصص وطرائف  

وللشيخ العديد من القصص الطريفة، فمن القصص الطريفة التي حدثت له وهو في مدينة العراق، حيث كان منتدباً لتدريس الأدب هناك، قبل أن يدخل إلى القاعة في الجامعة، قام بالتجول في بغداد ومشى كثيراً إلى أن بدى عليه الإرهاق والتعب وكان في حالة رثة! ثم دخل على الطلاب وكان لديهم مدرس آنذاك، فظنه الأستاذ أنَّه أحد الطلاب. فقال له: وأنت يا زمال (يا حمار)، لماذا تأخرت عن الحصة؟ فقام الشيخ الطنطاوي بالاعتذار منه وجلس مع الطلاب في الصف! ثم أردف الأستاذ قائلاً للطلاب: «سيأتيكم معلم لتدريس الأدب وهو الأديب الكبير علي الطنطاوي فلا تسودوا وجهي أمامه» واستمر يسألهم في الأدب والأدباء، وما كان من الشيخ الطنطاوي إلا أنَّه يجيب على الأسئلة! فأخبره الأستاذ قائلاً : أنت طالب جيد! ما اسمك؟ «فأجابه، اسمي (علي الطنطاوي) فكاد الأستاذ أن يغمى عليه! ومن هنا علمنا الشيخ الطنطاوي ألا نحكم على الناس بأشكالهم، بل بعقولهم !

ومن القصص الطريفة التي يرويها الشيخ علي الطنطاوي أنه جاءه ثلاثة من الغرباء للشيخ علي الطنطاوي، وهو في عمر الشباب وتحديداً عند السابعة عشرة من عمره، ولم يعجبهم شكله لصغر سنه ولم يطربهم قوله، يقول رحمه الله: «فوقفت أنظر إليهم فأرى أنَّهم غلاظ وينظرون لي على أني صبي، فقالوا، أهذه دار فضيلة الشيخ الطنطاوي؟ فقلت كارهاً: نعم، فقالوا، هل الوالد هنا؟ فقلت لا، ثم سألوني أين نلقاه؟ فأجبت، في مقبرة الدحداح على الطريق المحاذي للنهر من جهة الجنوب، قالوا أيزور أمواتاً؟ فقلت لا، قالوا اذاً؟! فقلت هو من ُيزار ! فصرخ أحدهم في وجهي صرخة مرعبة وقال: مات؟ كيف؟ فقلت جاء أجله ومات، فقالوا عظم الله أجرك، يا خسارة الأدب! فقلت إنَّ والدي كان من جل أهل العلم، ولكن لم يكن أديباً! فقالوا مسكين أنت لا تعرف أباك! وانصرفوا وأغلقت الباب وأنا أضحك مثل المجانين، فما أن حلَّ المساء حتى توافد الناس على بيتي من يعرفني يضحك ومن يجهلني يبقى صامتاً، وأخرج أحدهم الجريدة وإذا فيها نعيي !

عاشق القراءة  

يقول الشيخ علي الطنطاوي في أواخر حياته: ( منذ 80 عاما أقرأ كل يوم عشر ساعات ، في طفولتي لم ألعب مع الصبيان في زقاق ولم أجلس يوما مع رفاقي من الطلاب في غير المدرسة ، طول عمري عائشاً وحدي، أنيسي كتبي وحياتي معظمها في المكتبة ، ولقد جرّبت اللذائذ كلها فما وجدت أمتع من الخلوة بكتاب، وإذا كان للناس ميول وكانت لهم رغبات، فإن الميل إلى المطالعة والرغبة فيها هي أفضلها ) . 

وقد ألف الأستاذ وضّاح بن هادي كتابا بعنوان " مدمن كتب ثمانن عاما بين الكتب " عن الشيخ علي الطنطاوي وعن مسيرة حياته وعلاقته بالكتب خلال ثمانون عام . 

توفي الشيخ علي الطنطاوي عام 1999م، يوم الجمعة 4 ربيع الأول في مستشفى الملك فهد بجدَّة على إثر نوبة قلبية رحمة الله تغشاه .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد