من الواضح أن لدى السعودية تكتيكات جديدة موازية لاستراتيجياتها المعلنة بهدف الهروب من الضغوطات الدولية، التي مكنت لإيران من التوسع، وعرقلة أي تحرك لتقليم أظافرها .
هذه التكتيكات تتمثل في خلق أزمة ظاهرية تمتص الإعلام والتحركات الدولية ويتيح لها التعامل مع الأزمة الحقيقية .
حققت التكتيكات السعودية نجاحا في لبنان عندما تم التصعيد بشأن تصريحات وزير الإعلام المستقيل جورج قرداحي، حيث ذهب الإعلام والمجتمع الدولي للضغط على حزب الله والحكومة اللبنانية في معالجة هذه القضية لاستعادة العلاقات مع السعودية ودول الخليج، فيما تجنبت الرياض الضغوطات الدولية في قضايا أخرى تتمثل بدعم اقتصاد لبنان، الذي دائما يستفيد منه حزب الله .
في اليمن هذه التكتيكات طبقت في محاولة جعل قضية السفينة روابي وعسكرة الممرات الدولية والموانئ في إطار التصعيد، تجنبا للضغوط الدولية التي كانت ستعرقل العمليات العسكرية، والتي انطلقت لإعادة التوازن على الأرض بين حلفاء السعودية والحوثيين .
هناك بعض الجهات الدولية بالذات الأوربية والتي بدت مهيمنة على مكتب الأمم المتحدة في اليمن، تحاول عدم التأثر بهذه التكتيكات، فممثل أمين عام الأمم المتحدة في اليمن يحاول أن يصور هذا التصعيد بأنه أخطر من أي مرحلة سابقة على اليمنيين منذ بدء الحرب، متناسيا أن العمليات العسكرية التي أطلقها التحالف مجرد وقائية لوضع حد للعمليات الحربية للحوثيين التي تستهدف مأرب المحتضنة أكثر من مليوني نازح .
تحتاج السعودية إذن إلى استمرار تصعيدها فيما يتعلق بتكتيكات التركيز على عسكرة الموانئ والممرات الدولية وأمن البحر الأحمر وخليج عدن، لاستكمال عملياتها العسكرية في مناطق شرق ووسط اليمن التي إذا توقفت ستتيح للحوثيين وإيران لملمة مشروعهم المرهق في اليمن، وهذا يجعل من التكتيكات والاستراتيجيات عديمة الجدوى في حال ثبتت إيران نفوذها على حدود السعودية شمالاً وجنوباً .