انهارت معنويات الحوثيين ، وانكشفت حقيقة قوتهم ، وانحسرت الهيبة التي ظلوا يشهرونها في وجه الناس في مناطق سيطرتهم وارغامهم على ارسال أبنائهم إلى الموت ، وتلطخوا بالهزائم المتلاحقة التي منيوا بها مؤخراً في مأرب وفي شبوة وغيرها من جبهات القتال .. وفي عملية انقاذ سريعة قامت إيران بتسريب مبادرة تتحدث عن وقف اطلاق النار وتشكيل حكومة بقاعدة موسعة .
كان تسريب المبادرة على ذلك النحو يخفي وراءه سلوكاً انتقامياً لمقتل " سليماني" فشلت معه أذرع إيران في المنطقة من تحقيق أي هدف يضاهي ما بشرت به من انتقام .. ثم وجدت في اليمن ضالتها لتضرب عصفورين بحجر ، في المقام الأول تنتقم لمقتل سليماني ، وفي المقام الثاني ترفع معنويات عملائها الحوثيين الهابطة بعمليات عشوائية داخل أراضي دولة الامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية -دول تحالف دعم الشرعية في اليمن .
اليمن بالنسبة لإيران والحوثي هو المكان الذي يمكن أن يستخدم لمثل هذه العمليات الانتقامية الإيرانية ليس فقط باستخدام مظلة الحرب وإنما لأن تدميره لا يعني لهم شيئاً .
ولتغطية هذا النزعة العدوانية أوحت إيران لحزب الله في لبنان ، في تزامن ملفت ، بأن يوافق على انعقاد الحكومة اللبنانية التي عطلها منذ أن شكلت ، وذلك كرسالة للمجتمع الدولي تخفف من غلوائها في اليمن .
هكذا تعبث إيران في المنطقة باستخدام أدواتها .
غير أن ما يجعل الأمر مختلفاً بتطور الأحداث إلى هذا المستوى هو أن الحوثي يترنح ، ولن تعيد له هذه العمليات العشوائية المعنويات المنهارة ، خاصة إذا اتجه مسار المعركة نحو المفاصل التي لا تترك له أكثر من خيار .