في بيان مقتضب صدر عن قوات ألوية العمالقة أوضحت هذه القوات أن إعادة ترتيب أولويات استراتيجية قوات ألوية العمالقة بعد تحقيق أهداف المرحلة الأولى وتحرير وتأمين شبوة بالكامل لا تعني توقف معركة تطهير البلاد من "الروافض " الحوثيين .
هذا هو ملخص الموقف الذي عبرت عنه هذه الألوية ونشرته على حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي .
لكن هذه الألوية أقرت بأن هذا الموقف يخص جانبا من قوات العمالقة المتواجد في مؤخرة المعركة، ولم يشارك أصلا في هذه المعركة .
هذا الاستدراك من جانب قوات العمالقة يفسح المجال للتأويل بأن هذا الجزء من قوات العمالقة ربما ضم مقاتلين من يافع وبعض مناطق ردفان، وهي المناطق التي يحتفظ المجلس الانتقالي بنفوذ فيها، ويريد المجلس أن يبرهن عبر هذا الموقف المربك أنه جزء من المعركة ولديه القدرة على التحكم بمآلاتها .
وثمة تفسير آخر يمكن ان يكون وجيها وهو أن الإمارات ربما أرادت عبر موقف العمالقة، أن تقدم نصف التزامٍ بعدم الانخراط في المعارك مقابل عدم تعرضها مجددا لهجمات من جانب المنظومة الايرانية ورأس حربتها؛ الحوثيين .
لقد أثار هذا الموقف الملتبس جدلا لدى المهتمين، ولست أدري ما إذا كان سيتطور الى اجراء ميداني يعيد مخطط التحالف الى مربعه السابق الذي كان يدور حول هدف فصل جنوب البلاد وإعادة تفكيكه وإضعافه، وترك الشمال منطقةً لتداخل النفوذ والصراع المفتوح .
وإنْ حدث ذلك فسوف يكون بالتأكيد أحد أسوأ السيناريوهات التي سترشح عن موقف جزء من قوات العمالقة، الذي قرر التموضع في شبوة وتأمينها والانصراف عن القتال في الجزء الشمالي من البلاد .
ويحب ان نقر بأن ذلك سيُعد ترفا في السلوك من جانب التحالف، من المؤكد أن الهجمات العابرة للحدود اعادت ترشيده باتجاه المزيد من الضغط العسكري الميداني على الحوثيين واضعافهم ومحاصرة خياراتهم .
ذلك بالتحديد ما رأيناه مؤخرا في معركة تحرير مديريات شبوة ومديرية حريب التابعة لمحافظة مأرب .
وكل ما نأمله هو ان يدرك التحالف بأن استمرار المعركة ضد جماعة الحوثي المسلحة ليست رهنا بمشاركة قوات العمالقة من عدمها، بل مرتبطة بالتزام التحالف بدعم الشرعية لاستعادة نفوذها والحيلولة دون استمرار الانكشاف الاستراتيجي الراهن أمام إيران وتوابعها الميلشياوية .