نفهم نوايا إيران وحتى استراتيجية استثمار أدواتها في المنطقة، ونفهم الغرب الداعم للأقليات لضمان بقاء المنطقة تحت سيطرته، لكن لم نفهم السعودية، هل تفكر بالانتصار في معركة مصيرية لمستقبلها والمنطقة، ومؤشر ذلك يفترض دعم حلفائها كما إيران، أم هي ترى تحمل الضربات حتى يرهق الأعداء .
السؤال الذي يتبادر إلى الذهن بعد هذه المقدمة، من الحلفاء الذين على السعودية دعمهم؟
أي حلفاء على الأرض ترى أنهم قادرين على تغيير المعادلة وحسم المعركة لصالح أمن المنطقة، والأهم هي حرب اليمن، أما الدعم الجزئي والتوقف في منتصف المعارك لا يؤدي إلا إلى تماسك الخصم وتفكيك الحليف .
في نقاش مع حلفاء إيران، قالوا: معركتهم استرداد المقدسات الإسلامية، قلت لهم: ستتعرضون لهزيمة، قال أحدهم: حليفتنا إيران لا تتركنا منتصف الطريق بدون دعم ولا سلاح .
نحن اليمنيون حليفنا الحقيقي في هذه الحرب السعودية، وهي قوة اقتصادية وعسكرية، فمن هو المستفيد من توقف الحسم في المنتصف؟
سألت خبيراً يمنياً مهتما بالسعودية منذ عقدين، هذا السؤال، لماذا لا تريد السعودية حسم الحرب في اليمن؟
قال : قد تعتقد أنت والكثير أن توقف المعارك هو يأتي ضمن خطة التغيير والإحلال داخل الميدان في اليمن، لكن ذلك ليس هدفاً استراتيجياً للسعودية، فالرياض تواجه ضغطاً دولياً تخفف منه .
يكمل صديقي عن رؤيته المتفائلة للدور السعودي في اليمن: حسم الحرب السريع قد ينقل المظلومية الى داخل السعودية، التي تريد شراكة دولية في إنهاء المخاوف من تهديد إيران للأمن الإقليمي والدولي، وليس تحقيق رغبة جهات دولية في تحويل حرب سعودية إيرانية مباشرة .
كما أن الرياض تلعب على الوقت .
لا زلت أنا والكثير نرى أن تضييع الوقت وعدم حسم الحرب في وقتها، لن يؤدي إلى نصر مهما كانت الظروف، فاستراتيجية الفرس منذ القدم تعتمد على طول النفس وتحمل أعباء الحروب، بينما مدننا العربية الزجاجية لا تتحمل ضغطاً أبداً، وكان الحسم في 2015 قبل ادخال الحوثيين الدرونز والصواريخ أفضل من اليوم .
هل ننتظر حتى يصل الحوثيين أسلحة استراتيجية أخطر مما في أيديهم حتى تحسم الحرب؟
أم ننتظر حتى يكمل الحوثيون تجنيد جيل بالملايين للحرس الثوري؟
أم ننتظر حتى يرهق اليمنيون ولا يتمنوا استمرار الحرب ولا نجد مقاتلا؟
أم ننتظر حربا بين السنة والشيعة؟
الحرب نصر أو هزيمة وعلينا الاختيار .