إذا كانت ميدي هي المنفذ الوحيد لمحافظة حجة على البحر الأحمر، فإن حرض هي المدينة الأكثر أهمية في المحافظة من ناحية الدخل القومي، حيث يوجد بها منفذ حرض الحدودي مع السعودية، ومع قرب حسم المعركة فيها تصبح محافظة حجة عمليا خارج سيطرة الحوثيين، فلا أهمية اقتصادية لبقية مديرياتها .
يمكن القول إن الحركة الحوثية والحرس الثوري الإيراني سيخسرون باستعادة الشرعية بدعم التحالف مدينة حرض خسارة كبيرة، فقبل تفكيرهم التوجه إلى صنعاء حاولوا السيطرة على الشق التهامي من محافظة حجة والاستفادة من ميناء ميدي كمنفذ بحري لتهريب السلاح والحشيش وبناء مركز دعم لوجستي للميلشيات .
تبعد حرض عن ميدي حوالي 30 كم وعن عمران حوالي 120كم وعن صنعاء 170 كم، وبين عمران والجوف حوالي 100كم أي أقل من المسافة بين حرض وعمران، فيما بين عمران والعاصمة صنعاء نصف تلك المسافة .
هذه الحسابات قد تكون ليست ذات أهمية عند الحديث عن هذه المسافات في ظل حرب تفوقت فيها جماعة الحوثي خلال العامين الماضيين، لكن أهمية ذكرها من التالي :
الدائرة الثانية وهي القبائل الشرسة والقوية المحيطة بالشريط الساحلي والمستقرة في الجبال بين خط عمران صنعاء وتهامة مثل قبائل حجور الشام وقفل شمر والمفتاح والكعيدنة، وهذه المناطق سعت الإمامة بصورها في النظام السابق إلى تجهيلها وعرقلة التعليم فيها، وهذه الدائرة ستتحرك بدافع الانتقام .
الدائرة الثالثة بؤر الهاشمية الإمامية في الشاهل والمحابشة وهذه الدائرة ستصبح عمليا في وضعية الحصار التي كانت مرتكز الحركة الحوثية، وكانت اليد الطولى للإمامة التي تثير النعرات والثارات والحروب بين القبائل، وكان الرئيس السابق سلم عمليا إدارة هذه المحافظة ليحي المتوكل وعبد الوهاب الشهاري وعلي الكحلاني وشقيقه .
4. في المجمل خروج حرض وميدي من يد الحوثيين ولاحقا ربما الجوف ستشكل ضربة لمشروع إيران في اليمن لأن احتواء هذه الجغرافيا وقبائلها سيسهل من الوصول إلى صنعاء بأقل الخسائر، فبإمكان الجيش التحرك من المنطقة الخامسة في الساحل والمنطقة السادسة في الجوف ويلتقيان في عمران المجاورة لصنعاء . ..