مقيل الشيخ يمتلئ على آخره، الشيخ يشعر بنشوة وهو يمضغ القات ويتحدث والكل منصت، وفجأة أقتحم أحد مرافقي الشيخ المجلس وقد اجتاحه الهلع صارخا :
ـ إلحق يا شيخ
سأله الشيخ بلهفة :
ـ ما حصل تكلم ؟
ـ بنت علي محمود
ـ مالها ؟
ـ جاءت تشتكي تقول ....
ـ ايش تقول ؟
ارتبك المرافق ولم يستطع النطق فصاح به الشيخ :
ـ ايش تقول تكلم ؟ !
بلع ريقه ونكس رأسه :
ـ في شاب اعتدى عليها
صرخ الشيخ كمن لدغته حية وضرب على صدره :
ـ ايش تقول ؟! يا عيباه أبوك يا علي
تماسك المرافق وهو يشير إلى الباب .
أدرك الشيخ أن الفتاة تقف خلف الباب فناداها :
ـ تكلمي يا بنتي ماذا حدث ؟
أجهشت البنت بالبكاء ثم تماسكت وبدأت تروي :
ـ كنت عائدة من بئر الماء بالوادي وفجأة هجم علي ففزعت وسقطت الدبة وانسكب الماء .. قاطعها الشيخ وهو يزفر :
ـ الماء أمره بسيط ايش حدث بعدها ؟ !
عادت الفتاة للبكاء ثم تماسكت وواصلت حديثها :
ـ سحبني بقوة إلى بين الزرع و ...
لم تستطع اكمال حديثها فقد عادت للبكاء بينما خيمت على الحاضرين بالمجلس حالة من الذهول والصدمة .
تغير وجه الشيخ وقام من مجلسه وقد علاه الغضب مهدداً :
ـ والله ما ينجو هذا الكلب
ـ يا عيباه يا غارتاه قامت القيامة
ـ شاب قليل أدب لكن سنربي أبوه
وجه الشيخ حديثه للفتاة :
ـ لا تخافي يا بنتي ، لا تخافي أنا بمقام أبوك
واصلت الفتاة بكاءها بينما ناداها الشيخ :
ـ هل مزق ثيابك ؟
ـ مزق شرفي يا شيخ
ثم انهارت الفتاة ببكاء حاد فوجه الشيخ حديثه للحاضرين :
ـ اشهدوا يا حاضرين هذا الكلب ابن الكلب ارتكب العيب الأسود ولابد من تأديبه ، يقدم أهله أربعة رؤوس بقر هجر لعلي محمود ونحضر كلنا غدا على الغداء والمقيل ببيت علي محمود والكلب يصلح غلطته ويتزوج البنت ويتحمل كل شروط أهلها .
هز الجميع رؤوسهم ووافقوا على ما قاله الشيخ بينما كانت البنت تواصل البكاء ..
الشيخ ما يزال واقفا ومن في المجلس صامتون ينظرون إليه ..
سعل الشيخ ثم نادى الفتاة :
ـ هل تعرفي هذا الكلب الذي ما عرف أبوه يربيه ؟
ـ نعم أعرفه
اندهش الشيخ وسألها :
ـ من هو ؟ ابن من ؟
صمتت الفتاة قليلا ثم قالت :
ـ ابنك علي
نكس الحاضرون رؤوسهم بينما ارتبك الشيخ بعد أن صدمه جوابها ، تغير وجهه كأنه قطعة فحم ، أمسك على صدره فقد شعر بأن قلبه يكاد يتوقف .
وجه حديثه لشقيقه :
ـ ابني لطمني بحذاء وسود بوجهي أمام الناس ليته قتلني ولا فعلها .
أسرع شقيقه يصب له الماء ويقبل رأسه وهو يبكي :
ـ لا تقتل نفسك من الزعل يا أخي ، هو شاب طائش وغلط وسيصلح غلطته رغم أنفه .
قال الشيخ موجها حديثه للفتاة :
ـ خلاص يا بنتي أرجعي البيت وأرسلي أبوك نتفاهم على عرسك .
مضت الفتاة وعندما ابتعدت عن بيت الشيخ أخرجت هاتفها واتصلت وهي تضحك بفرح :
ـ خلاص يا علي نجحت الخطة .!