;
محمد مصطفى العمراني
محمد مصطفى العمراني

سعادة عجيبة ! 888

2022-02-10 08:24:43

قصة قصيرة 

منذ أيام وفي ذهني فكرة قصة قصيرة، تلح الفكرة علي لأكتبها ولكني لم أجد الوقت للكتابة ، كلما أهم بأن بالكتابة أنشغل وأؤجل الأمر .!

shape3

أخيرا قررت أن أكتب القصة وأستريح من إلحاح الفكرة ، فتحت الكمبيوتر وبدأت بالكتابة وفجأة طرق أحدهم الباب ، وكان صديق لي يعمل أستاذا في إحدى الجامعات الحكومية .

تساءلت بيني وبين نفسي :

ـ لي منه سنوات فما الذي ذكره بي ؟ !

تحدثنا .. أخبرني أنه بلا راتب منذ أشهر وطلب مني التعاون معه لتسجيله كنازح لدى أي منظمة أو جهة فكل ما يريده هو سلة غذائية فأولاده بلا طعام .

حينها نسيت القصة ، لبست ثيابي وذهبنا إلى مدير منظمة تقدم سلال غذائية للنازحين ، كنت أعرف المدير بشكل سطحي لكنني تجرأت وذهبت إليه ، فوجئ بوصولي منزله ولما أخبرته بمعاناة صديقي صدمني باعتذاره : 

ـ للأسف سامحني المنظمة مختصة بالنازحين 

ـ لكن الأستاذ محتاج ..

قاطعني : 

ـ المؤسسة الخيرية لرزق مبخوت 

قرأت الانكسار وقهر الرجال في وجه صديقي الذي لم يستطع شرب الشاي فاجتاحني شعور عارم بالحزن ونسيت القصة تماما .

ذهبنا إلى رزق مبخوت ، بجوار منزله وجدنا عشرات النسوة بأطفالهن ، اخترقنا جموع النسوة ووصلنا إليه ، ألتقيته قبل فترة في مناسبة عامة ، ولحسن الحظ أنه تذكرني ، ولما طرحت موضوع الأستاذ قاطعني : 

ـ للأسف لو حدثتني عنه قبل بداية العام لأننا نرفع في بداية كل عام كشوفات نسوقها لدي الخيرين والجهات وليس لدينا فائض من المساعدات . 

تلون وجه صديقي ونكس رأسه وزاد شعوري بالحزن والضياع ، وعدنا وكأنك يا بو زيد ما غزيت .!

أثناء المشي فوجئت بأن صديقي يترنح ويكاد يسقط ، وأدركت أنه الجوع ، وأنه يشعر بدوخة وبدأ العرق يغشى وجهه ، وعلى الفور جعلته يتوكأ علي وأسرعنا لأقرب مطعم ، لم يكن في جيبي حتى ثمن كعكة لكنني طلبت عشاء وبدأنا نأكل .

قلت لنفسي : 

ـ سنأكل وبعدها يفرجها الله .

ولم أستطع إخفاء قلقي وحاصرني السؤال :

ـ ماذا سنقول لصاحب المطعم بعد العشاء ؟ !

حينها كانت فكرة القصة قد صارت نسيا منسيا .

بعد أن أكملنا الأكل طلبنا الشاي وبقينا نرتشف الشاي ونتحدث وأنا وادي آخر ، في قلبي أدعو الله أن يفرجها ، وفجأة تصلني رسالة على هاتفي بأن لدي حوالة .!

تأملت الهاتف غير مصدق ما يحدث .

يا الله ما أكرمك .!

الحمد لله لقد جاء الفرج من حيث لا أحتسب .!

قلت لصاحبي : 

ـ انتظرني دقائق فقط سأستلم الحوالة وأعود 

ولكي يطمئن أريته الرسالة .

قلت لنفسي : كأن هذه الحوالة رزق ساقه الله لصاحبي فقد أرسلتها صحيفة عربية كنت قد كتبت لها مقالا قبل أشهر وقد نسيت الأمر .

وعدت وقد زال قلقي وتبدل حالي ، دفعنا لصاحب المطعم حسابه وركبنا سيارة أجرة إلى تاجر الجملة في الحارة ، طلبت من صديقي أن يأخذ ما يحتاجه من مواد غذائية .

نظر إلي وقد داهمه الخجل ولجم لسانه ..

قلت له : 

ـ خذ وانا سوف أحاسبه وعندما يفتح الله عليك ادفع لي .

ـ لكن ..

ـ اعتبرها سلف يا أخي نحن اخوة ، تحرك .

أخذ صديقي كل ما أراد من المواد الغذائية وحملناها في التاكسي وحاسبت التاكسي ، وقبل أن يركب السيارة تقدم مني واحتضنني واجهش بالبكاء ثم شكرني ومضى وهو يمسح دموعه والفرحة قد أشرقت في وجهه .

عدت إلى منزلي يغمرني احساس بسعادة عجيبة ، سعادة لم أشعر بها من قبل ، حتى الصداع الذي كان يلازمني بسبب السكري أختفى .! 

لقد قمت بحل مشكلة صديقي ، لكن مشكلتي أنني نسيت القصة .! 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد