عن ماذا اكتب؟!
لا أدري حول أي موضوع أكتب؟!
هل أكتب عن وطن ممزق؟!
أم أكتب عن بلد محتل أصبح واقع بين مخالب مليشيات في الشمال وفي الجنوب؟!
في التسعينيات كنت أكتب عن ميليشيا سمير جعجع ووليد جنبلاط وتدميرها لبيروت ولبنان واليوم بلادنا ذهبت على خطى لبنان وأصبحت الميليشيا لها اليد الطولي في التدمير والخراب والعبث بالأمن والاستقرار في صنعاء وفي عدن !
ميليشيا جعجع أصبحت اليوم تجعجع بلدي المجعجع في صنعاء بواسطة الحوثيين وفي عدن بواسطة الانتقالي واضحيت انا أيضا مجعجع بواسطة وكلاء ميليشيا جعجع ويا اللي تضحك على جارك أصبح ما عنده في دارك كنا نضحك على لبنان بكونه بلد ميليشياوي وأصبحت بلادنا تفترسها المليشيات الحوثية والانتقالية التي جعجعت الشعب والوطن أكبر جعجعة على مر التاريخ .
فهل يا ترى تتحول اليمن بأكملها الي بلد ميليشاوي ؟
نقطة الضوء المحملة بالنور في هذا البلد هي مأرب فقط فهي من تحمل مشروع الدولة العادلة لكل اليمنيين ولذلك تجد أعداء اليمن جميعهم القدامى والجدد يحيكون المؤامرات على هذه المحافظة الصامدة .
هل سيكتب للدولة النجاح من مأرب التي تعمل على بناء دولة من الصفر وهي مهمة ليست بسهلة فمشروع بناء دولة بمواصفات عادلة ومساواة يحتاج الي تكاتف الجميع ووقوفهم الي جانب مأرب ومساندتها لتحقيق حلم اليمنيين في بناء الدولة وإنهاء الانقلاب وحكم الميليشيات .
حروفي تائهة وعباراتي ضائعة وكلماتي مفقودة ومع سبع سنوات حرب لم اعد ادري حول ماذا اكتب ؟! فلقد تعددت المواضيع وأصبح اليمن مفقود وضائع والكتابة أصبحت مؤلمة أكثر من ألم الرصاص فسبع سنوات حرب انهكتني انا أيضا وقتلت روحي من الداخل وفي الحرب تجد البشر ألوان فهناك بشر لا تصدق عيناك أنهم بشر من طيب المعاملة والوفاء والقيم ولكنهم ملائكة وفيها أيضا اقصد الحرب تجد شياطين على هيئة بشر .
حدثني محارب بصوت حزين : "سبع سنوات حرب تمزقت اشلائي فيها وفي الحرب أيضا هناك من يكون مهتم بك اهتمام سلبي ويظهر لك اهتمامه وكل اهتمامه هذا ليس لأجلك ولكن لأجله هو فقط يتناوب عليك بالإيذاء بشكل افحش وأجرم مما يفعله العدو ويجرح فيك روحك ويذبح مشاعرك وينتقم منك بالنيابة عن العدو أشد انتقام وتكتم انفاسك لعلى تجد فيهم رجل رشيد وذو قيم ويقول لهم استحوا ؟ !
لكن هل الحرب اضاعت الحياء وجعلت وجوه البعض بدون حياء ؟ "
ويضيف بالقول : (في الحرب الكبار يصمتون والصغار يتآمرون ويكون صمت الكبار رسالة احتقار على ما يفعله ويكيده الصغار وماذا لو كان الصغار بدل الكبار ؟ !
اعتقد أنهم فعلوا كل شيء بالكبار ؟! ولكن لان الكبار كبار أوفياء في القيم والمروة يسمحون للصغار بفعل كل شيء ضدهم وهم يشاهدون بصمت ويتألمون بصمت وينجرحون بصمت لعلى وعسى يخجل الصغار ولكن على ما يبدو ان من له عروق حوثية قد نزع الخجل والحياء من وجهه). وقال يستمر وكلاء الحوثي في الانتقالي في خدمته بمضايقة المقاومين وأبناء عدن وايذائهم وبدون ان يردعهم اي وازع ديني أو حياء أو خجل).