لم يكن هذا اليوم 19 فبراير يوماً عادياً في مدينة تعز فقد تزينت المدينة بأبها حُلة ورفعت الأعلام في كل أرجاء المدينة وتقاطر الناس الى المدينة من الأرياف كان ذلك في مثل هذا اليوم 19 فبراير 1275م وكانت المناسبة هي افتتاح جامع (الملك المظفر) سلطان الدولة الرسولية يوسف بن عمر بن علي بن رسول الذي ملك اليمن بالكامل شماله وجنوبه شرقه وغربه وضربت له السكة "العملة" في صعدة وصنعاء وعدن ووصل ملكه الى مكة المكرمة وعمان.
وقد صادف هذا التاريخ يوم افتتاح الجامع يوم جمعة وقبل صلاة الجمعة بساعتين وصل موكب الملك المظفر الى الجامع يرافقه كبار رجال الدولة وقادة الجيش وشق طريقه بصعوبة وسط الجماهير الغفيرة وطاف بأرجاء الجامع وتفقد مرافقه بعد ان صلى ركعتين تحية المسجد وحان موعد خطبة الجمعة فصعد الخطيب على المنبر وبدا بالحمد والثناء والشكر لله والثناء على رسوله، استعرض بعدها مراحل بناء هذا الجامع الفخم والتحفة الفنية الرائعة وبينما كان الملك المظفر ينصت خاشعا للخطبة أعلنها الخطيب مدوية بدعوته للمسلمين في العالم الإسلامي الى مبايعة الملك المظفر خليفةً للمسلمين خلفاً للخليفة العباسي المستعصم بالله الذي قتله التتار وأسقطوا بغداد عاصمة الخلافة ولا غرابة من هذه الدعوة فقد كان المظفر من أعظم ملوك الدنيا في زمانه وبلغت اليمن في عهده من القوة العسكرية والاقتصادية والثقافية ما جعل ملوك الصين والهند يطلبون ودها.
وقد استمر الملك المظفر يسوق كسوة الكعبة من تعز كل عام بعد سقوط بغداد. واستمر حكمه 47 عام ولما توفي قال عنه الإمام المطهر بن يحيى (مات التبع الاكبر مات معاوية الزمان مات من كانت اقلامه تكسر رماحنا وسيوفنا) ...رحم الله الملك المظفر، وحماك الله يا تعز يا عاصمة الملك المظفر وحمى الله اليمن بالكامل.