;
محمد مصطفى العمراني
محمد مصطفى العمراني

التشكيك فيما هو معلوم من الدين .. افتراءات بعيدة تماما عن التفكير والاجتهاد 757

2022-02-22 04:13:41

التشكيك فيما هو معلوم من الدين بالضرورة مثل وصف " الإسراء والمعراج " بأنه قصة وهمية كما قال ذلك الإعلامي المصري المشبوه ابراهيم عيسى وقد نزلت فيه آيات قرآنية تؤكد حدوثه فقال عز وجل: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الإسراء: 1]، والآية دالة على ثبوت الإسراء .

هذه الافتراءات بعيدة تماما عن التفكير والاجتهاد بل هي نوعا من التهجم على ثوابت الدين واثارة الشبهات التي أثارها الغلاة من المستشرقين والحاقدين على الإسلام ودعوة الناس للجرأة على الدين فضلا عن كون السلطات التي تستخدم أمثال هؤلاء من الإعلاميين تريد إشغال الناس بمثل هذه القضايا عن قضايا كبرى وإثارة الجدل حولها لتتفرغ للفساد والنهب والاستثمار ومواصلة التضليل والتجهيل وخدمة أعداء الأمة .  

وإذا كان البعض يقول أن ابراهيم عيسى لم ينف الإسراء ولكنه نفى المعراج فهذه مغالطة واهية فثبوت المعراج واضح يدل عليه قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى﴾ [النجم: 13 - 18] ، والمقصود بالرؤية في الآية الكريمة: رؤية النبي محمد لجبريل في المعراج .

- وبحسب دار الإفتاء المصرية فقد اتفق جمهور العلماء على أن الإسراء حَدَث بالروح والجسد، لأن القرآن صرح به، لقوله تعالى: ﴿بِعَبْدِهِ﴾ والعبد لا يطلق إلا على الروح والجسد، وجمهور العلماء من المحققين على أن المعراج وقع بالجسد والروح يقظة في ليلة واحدة .

وأما ما يراه البعض من أن المعراج كان بالروح فقط أو رؤيا منامية، فإن هذا الرأي لا يعول عليه، لأن الله عز وجل قادر على أن يعرج بالنبي بجسده وروحه، كما أسرى به بجسده وروحه، وتعجب العرب وقتها دليل على القيام بالرحلة روحا وجسدا، فلو كانت رؤية منامية ما كانت تستحق التعجب منهم .

  أما إنكار البعض لحدوث رحلة الإسراء والمعراج بسبب تعارضها مع القدرة البشرية، فالجواب: أَن النبي لم يقل إنه قام بهذه الرحلة بنفسه دون العناية الإلهية، بل الرحلة بأكملها بتوفيق الله وفضله، وهو الذي أسرى بعبده، فلم يقل النبي: "لقد سريت"، وهذا الإعجاز الحاصل في الرحلة لا يتعارض مع قدرة الله عز وجل، فضلا عن أن غرابة وصف الرحلة منتفٍ وخاصة بمقاييسنا المعاصرة، بل حدثت أمور تشبه المعجزات كاختراع الفاكس منذ عقود طويلة والذي تمكن من نقل أوراق وصور إلى أي مكان في العالم، فضلا عن ظهور الإنترنت والفضاء الإلكتروني منذ عدة سنوات .

وبخصوص تعيين رحلة الإسراء والمعراج بالسابع والعشرين من شهر رجب فقد حكاه كثيرٌ من الأئمة واختاره جماعةٌ من المحققين، وهو ما جرى عليه عمل المسلمين قديما وحديثا، فضلا عن أن تتابع الأمة على الاحتفال بذكراها في السابع والعشرين من رجب يعد شاهدا على رجحان هذا القول ودليلا على قوته .

ان منهج الكثير من الملحدين والمستشرقين والحاقدين على الإسلام على مر العصور هو التشكيك فيما هو معلوم من الدين والافتراء عليه والزعم بأنه قصص وهمية لم تثبت وهذا المنهج يهدف لإفقاد المسلم الثقة بدينه وجعله مهيأ لدعواتهم المشبوهة التي يخدمون بها أعداء الأمة ويثيرون من خلالها الفتن ويدعون للفوضى والتهجم على الثوابت ونشر الأكاذيب والافتراءات كموظفين مأجورين لدى المنظمات الأجنبية والسفارات الغربية .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد