حرب روسيا وأوكرانيا سيكون ارتداداتها في اليمن، وهنا ليس الحديث عن الاقتصاد وأزمة النفط والقمح، بل الأمن الدولي الذي سيتأثر بتغيير روسيا لمعادلة التوازنات الدولية لصالح إضعاف الهيمنة الأمريكية ومحاولات إنهاء سياسة القطب الواحد .
يعني المزيد من القوة والسيطرة لحلفاء روسيا مثل إيران .
ولذلك نحن في اليمن أمام سيناريوهن إذا افترضنا أن تراجع واشنطن من شرق أوربا ووسط آسيا سيمكن لروسيا انتصارا سهلا على أوكرانيا :
السيناريو الأول : هذه الهزيمة المذلة لأمريكا وحلفائها الأوربيين ستعطي دعما واسعا لإيران وحلفائها في المنطقة بالذات الحوثيين في اليمن .
السيناريو الثاني: سنجد أنفسنا في اليمن في أول حدث عسكري دولي كبير مضطرين لأن نكون في إطار السياسة الخارجية للحليف الأكبر لنا السعودية، وتبعيتنا هنا وعدم استقلاليتنا في موقف مستقل إيجابي لسببين :
السبب 1) : السعودية تمتلك أدوات ضغط قوية لمواجهة أي طرف دولي يدعم إيران وأهمها النفط .
السبب 2): لأن الرياض امتلكت مؤخرا سياسة مستقلة عن أمريكا وخلقت شراكات استراتيجية مع موسكو وبكين ، في ظل مؤشرات واضحة بتراجع أمريكي في المنطقة .
أما لو أدت الحرب لهزيمة روسية وهذا احتمال ضعيف جدا لا يذكر ، لعدم وجود قرار موحد لواشنطن وحلفائها الاوربيين في مواجهة روسيا، وحتى لو وجد فهذا يدفع موسكو لاستخدام أسلحة دمار شامل تعيد أوربا للقرون الوسطى .
باختصار الأفضل لسياسة اليمن حاليا أن تكون جزء من سياسة السعودية في هذه الحرب .