في حروبنا لا يكلف "الكبار" أنفسهم مشقة البحث في أسبابها، أو مسببيها، ليصلوا إلى الحقيقة التي تمكنهم من المساهمة في احتوائها والعمل بجدية لإنهائها .
يتركون الأمر لشطارة الإعلام ومنظمات الإغاثة والمتعيشين من الحروب في تقديمها للرأي العام.. وتقوم مراكز أبحاثهم في تدبير صيغ متناهية الضبابية لمجادلات سفسطائية تحوم بعيداً عن حقيقة وجذر المشكلة التي أدت إلى الحرب، وتجند المزيد من الثرثرة وترف النقاش لإغراقها في أردية من التنظير يتمخض عنه موقف سياسي لا يرى المشكلة غير أطراف متنازعة بلا أساس موضوعي .
هذا التبسيط المخل هو مرجعيتهم في اللجوء إلى خطاب أجوف عن "السلام" المفرغ من أي دلالة على حل مستدام .
لا يرون الحديث عن "السلام" غير محطة استراحة لهم من "وجع الدماغ" الذي تسببه لهم مشاكلنا.. هكذا يروننا باختصار القول، ولا سبيل لنا سوى أن نحترم أنفسنا، ونضع نهاية لمشاكلنا. وإذا كان الله بعزه وجلاله" لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"، فكيف لنا أن نوكل مهمة حل مشاكلنا لغيرنا من البشر ونحن مصرون على أن أي قدر من الخلاف فيما بيننا هو عداوة مطلقة لا تحل الا بالحروب !!