ذهبت الميليشيات الحوثية باليمن الى "اللبننة والعرقنة والإيرنة " ولم يتبقى إلا مسافة قليلة وتذهب بها الى الصوملة فاللبننة وحولت البلد الى بلد ميليشاوي وانتشرت فيه الميليشيات المسلحة تحت مسميات عديدة الحوثيين والانتقاليين والنخب الشبوانية والحضرمية والأبينية والأحزمة الأمنية وغيرها من المجاميع المسلحة التي تواجدت في هذا البلد بعد أن دمرته الميليشيات الحوثية ولازالت المجاميع المسلحة في توالد يوم بعد يوم، والعرقنة وذهبت باليمن الى بلد تحكمه الطائفة والمذهبية والسلالية، والإيرنة وحولت البلد الى بلد محتل من قبل إيران وواقع تحت هيمنتها ونفوذها .
لم يعد يفصلنا عن الصوملة إلا مسافة قليلة جدا وأغلب مظاهر الصوملة تعتبر موجودة في مناطق الحوثيين مثل المجاعة وانتشار الأوبئة وغياب الدولة بشكل كلي، وظهور حكم العصابات بديلا عنها والتي أصبحت تدير أمور الدولة كما هو الحادث في صنعاء التي تحكم من قبل العصابات وعدن التي تحكم من قبل عصابات الانتقالي والتي قامت الميليشيات الإماراتية بتحويلها الى مقديشو اخرى وجعلتها ساحة للاقتتال الداخلي والصراعات المسلحة اليومية ومن عاصمة اقتصادية وتجارية لليمن نقلتها الى عاصمة للفوضى والانفلات الأمني وعملت على تغييب كل مظاهر الدولة فيها وغيبت الخدمات العامة ومظاهر الصوملة بارزة بصورة سيئة في داخل حواري وشوارع ومديريات عدن التي تنتشر فيها المجاعة بصورة كبيرة لم يسبق لها أي مثيل .
قال الصحفي الراحل عمر الجاوي ان ما يجعل الدولة تفسد ويتغلغل الفساد فيها هي البطانة الفاسدة التي تعمل على تقريب السيئين من الخونة والفاسدين وتحارب الشرفاء والصادقين ولقد صدق في قوله فما اوصل اليمن الى هذا الوضع هي البطانة الفاسدة التي كانت دائما تردد كل شيء تمام والبلاد كلها على وضع انهيار وهي تمكننا كل شيء تمام قد البلاد في حضن إيران وغارقة في المشاكل وهي جالسة تقول كل شيء تمام .
أهم عامل رئيسي لبناء أي دولة هي البطانة فإذا صلحت البطانة صلحت الدولة وان فسدت البطانة فسدت الدولة وفسد الحاكم لأن الحاكم يكون عبارة عن إمعة تقوده البطانة وتتحكم به كيف ما تريد وتلعب به على كيفها فتعمل على تعيين الناهب الفاسد وتعزل الزاهد النزيه وهنا تغيب الدولة العادلة وتصبح في أيادي شلة من البطانة من الفاسدين والنهابين الذين يدمرون البلد ويفعلون به كل الجرائم والحاكم غارق في سبات الفساد والبحبوحة .
البطانة هي من تصنع الحاكم الطاغية وتصنع الحاكم الديكتاتور وتصنع الحكام الفاسدين وتصنع المسؤولين المجرمين بدلا من المسؤولين الصادقين المحاسبين بين يدي الله عزوجل عن مسؤوليتهم على شعوبهم .
يتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا الوضع التدميري للبلاد قائدي التمرد في الشمال والجنوب المتمرد قرنق الحوثي قائد الميليشيات الإيرانية في الشمال والمتمرد سلفاكير الزبيدي قائد المتمردين في الجنوب .
سلفاكير الزبيدي وقرنق الحوثي هما من صنائع ونتائج البطانة الفاسدة ولو كانت وجدت بطانة صالحة تراعي مصالح الناس والشعب وتخاف الله في كل أمور الحكم لما وصلت البلد الي ما نحن فيه اليوم ولما تمكن سلفاكير الزبيدي وقرنق الحوثي من التمرد فالبطانة الفاسدة صنعت من الشخص الامي محافظا ووكيل للمحافظة ومدير للأمن ونائب في البرلمان الي ان أوصلته الي زعيم للمتمردين وقائد للدولة في الشمال وفي عدن .
كم اعرف من أشخاص اميين لا يجيدون القراءة والكتابة وأصبحوا نواب ومحافظين ومدراء أمن وقادة ألوية وأصبحوا يتحكمون بحياة الناس وهؤلاء كلهم موجودين مع ميليشيات سلفاكير الزبيدي وقرنق الحوثي التي جعلت من عرابدة الأسواق وعديمي الأخلاق يقمعون الشعب ويضطهدونه ويتاجرون بقوته ويقيدون حريته ويحولونه الي شعب محتل من قبل دولتين إيران ووكيلها قرنق الحوثي والإمارات ووكيلها سلفاكير الزبيدي.
ويبدو أنني ظلمت سلفاكير وقرنق بمقارنتهما بالزبيدي والحوثي .