البيان الذي اصدره نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية السابق المهندس احمد الميسري والذي رفض فيه الدعوة الموجهة من الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي للمكونات السياسية في اليمن لحضور حوار يمني يمني في (مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي بالرياض) هو من وجهة نظري بيان موفق للغاية ساق من خلاله حيثيات واسباب الرفض وهي اسباب واضحة وجلية لا يختلف عليها اثنان . فقد ذكّرهم بما يسمى (اتفاق الرياض) وما سبقه من مفاوضات وتعهدات وتطمينات كلها تبخرت بعد التوقيع وكان الهدف الأساسي هو إضفاء الشرعية على المليشيات وتسليمها عدن بصورة رسمية وكرس هذا الاتفاق المعاناة للشعب واللا دولة وكل ذلك بإصرار وتعمد من رعاة الاتفاق.
في هذه الدعوة تحاول الرياض وابو ظبي الباسها لباس مجلس التعاون من اجل تمرير ما تريده السعودية والإمارات وإلا ماذا فعل مجلس التعاون والجامعة العربية بخصوص عدم تطبيق اتفاق الرياض وقد كانوا شهود على ذلك وأصدروا بيانات المباركة ولكنهم في الواقع كانوا (شاهد ماشافش حاجة) ولن نقول شهود زور.
كل ما دعت الرياض الى مؤتمر او لقاء للأطراف اليمنية تكون بعدها النتائج كارثية لأن ظاهر الدعوة شيء وباطنها آخر.
والدعوة الاخيرة هي دعوة فضفاضة وحمالة اوجه تحمل في طياتها اجندات لا تختلف عن سابقاتها والمضحك انهم عنونوها بحوار (يمني يمني) وهل هناك مسؤول يمني في الرياض من (هادي) الى أصغر موظف يستطيع التحدث او مناقشة او التصريح بما لا تريده السعودية؟
قبل أيام قام المستشار السابق لمحمد بن زايد بزيارة سقطرى من دون تأشيرة او موافقة الحكومة اليمنية وصرح بتصاريح وكتب تغريدات متبجحة لو كانت مع دولة اخرى لسببت أزمة دبلوماسية وسحب سفراء ومع ذلك لم يتجرأ مسؤول يمني في الرياض صغيرا كان او كبيرا الرد عليه او الاعتراض على أقواله لأن الرياض ستوبخ ذلك المسؤول وتعاقبه بطرق عديدة.
الإمارات بالتنسيق مع السعودية تعمل بكل الطرق من أجل فصل سقطرى عن اليمن وسط صمت مخزي من شرعية هادي خوفاً من الرياض وهذه هي الخيانة، فعن اي حوار يمني يمني تتحدثون عن اقامته في الرياض؟
يمنعون (مجلس النواب) المعترف به دولياً من الانعقاد ثم يوجهون الدعوة لما اسموها الاطراف اليمنية لمناقشة اوضاع اليمن؟
قبل أيام انعقد مؤتمر المانحين بخصوص اليمن وقد (اعلنت خلاله دول مجلس التعاون الخليجي اكتفائها بما قدمته من قبل) والواقع ان الرياض كما هي العادة تربط الدعم او الوديعة المالية بتنازلات سياسية وغيرها تقدمها (الشرعية) لخدمة أجندة الرياض وهذا ما تسعى إليه من خلال هذه الدعوة لمؤتمر الحوار فالدعم والوديعة مرتبطة بما ستقدمه شرعية هادي من تنازلات بغض النظر عن الوضع الكارثي الذي وصل اليه الشعب اليمني.
عند انطلاق ما سمي (بعاصفة الحزم) التدميرية كانت كل من الرياض وابوظبي تتحدثان عن طرفين في اليمن وبعد سبع سنوات أصبح الحديث عن أطراف عديدة هم من صنعوها واوجدوها ودعموها على أساس جغرافي وسياسي وغيرها.
فكيف يتم الثقة بمثل هؤلاء؟