لم يعد الحوثي عدو اليمن فقط ولكنه أصبح عدو الجزيرة العربية بأكملها من أقصاها الى أقصاها وأصبح يهدد الأمن القومي والإقليمي للخليج والجزيرة ويهدد الملاحة البحرية في البحر الأحمر والعربي ومضيق هرمز وباب المندب ويهدد أيضا الأمن البحري للممرات المائية العربية ومنها قناة السويس .
الهدف الرئيسي الذي أسست من أجله المليشيات الحوثية هو السيطرة على الموانئ اليمنية والتحكم في تحركات السفن داخل المضييقات البحرية وإلقاء قبضتها على خطوط التهريب البحرية ومنافذها وطرقها وشواطئها والأهم من ذلك ان الميليشيات الحوثية أصبحت اليوم هي من تدير القرصنة البحرية وأصبحت لديها قراصنة بحريين يقومون بتهريب الأسلحة والمعدات العسكرية إليها من عدد من الدول الداعمة لها .
النشاط البحري للمليشيات الحوثية ليس خافي على أحد فهي تنشط وبكل قوة في السواحل والموانئ اليمنية ولديها تحركات بحرية مكثفة وتعمل على الاستفادة من العامل البحري في التهريب للأسلحة والمخدرات وتهريب الممنوعات والمواد المنتهية الصلاحية والمواد المقلدة الممنوعة من دخول السوق اليمني ومنذ سيطرة المليشيات الحوثية على الدولة وجد تجار الممنوعات والأدوية المنتهية والمقلدة والمواد الغذائية الفاسدة والمواد المضرة والغير صالحة للاستخدام البشري وجدوا لهم سوق كبير لبيع سلعهم الغير مرخصة والغير حاصلة على ترخيص صحي وبموافقة الحوثيين الذين تحولوا إلى أثرياء في يوم وليلة على حساب التجارة والمتاجرة بحياة وصحة الشعب اليمني .
تعرضت الأسواق اليمنية لغزو مروع من قبل تجار الحروب وتجار السوق السوداء الذين حولوا حياة اليمنيين إلى جحيم متواصل ومعاناة مستمرة وأوجاع دائمة ولم يكتفي الحوثيين بالحرب العسكرية التي تسببوا في القيام بها ضد أبناء الشعب اليمني وقاموا أيضا بشن حرب اقتصادية مدمرة للاقتصاد اليمني وحاربوا المواطنين حتى على مستوى معيشتهم وبذلك فمن لم يموت بالقتل من قبلهم فسيموت بالجوع أو يموت بالسجن أو يموت بالانتحار فقد ارتفعت معدلات الانتحار في مناطق سيطرة الحوثيين بسبب تدهور الأوضاع المعيشية وترجع أسباب الانتحار إلى تحمل الحوثيين بنتائجها كونهم هم من أوصلوا المواطنين إلى هذه الحالات المزرية والأوضاع المتردية ويتحملون كافة الأسباب التي أدت إلى وصول الوطن والشعب إلى حالة الموت السريري والانهيار الكامل على كافة الأصعدة والمجالات .
ان الحوثيين الذين حذرنا منهم ومن شرهم ومن مكرهم وغدرهم وحيلهم وهم لازالوا بكهوفهم بصعدة قد طال شرهم ووصل إذا هم إلى كل مكان ولم يسلم أحد منهم وشيء مؤسف للغاية بعد ارتكاب هذه الجماعة للعديد من الجرائم المروعة ضد الإنسانية ان تجد لها دعوات توجه الى الحوار معها .
الحوثيين يرفضون الحوار ولا يريدونه ولا يؤمنون إلا بحوار القوة فيا ترى من يقف خلف هذه الجماعة ومن الذي يدعمها من الخلف ومن الذي يساندها ويضغط بكل ثقل على ان يكون لها الحضور السياسي الفعال في المنطقة العربية والسؤال الأهم من الذي يقف في وجه عدم ردعها عسكريا؟!
فليست إيران وحدها من تعمل على دعهما فهناك من يعمل من الخلف على إيجاد الجماعة الحوثية وعلى ان يكون لها ثقل في المنطقة والداعمين للجماعة الحوثية هم المستفيدون من تمددها وبسط نفوذها فنفوذها نفوذ لهم وهيمنتها هيمنة لهم وبدونها لن يكون لهم أي قرار أو تحكم في مجريات الشؤون اليمنية ولن يجدوا وسيلة تضمن بقائهم وبقاء احتلالهم لليمن وبقاء ادواتهم فأعداء اليمن جميعا وجدوا في الحوثيين أداة منفذة لتوجيه ضرباتهم ضد اليمن وشعبه ووجدوا في الحوثيين جماعة تعمل على تنفيذ مخططاتهم في تمزيق اليمن وتقسيمه و صندقته وصوملته وملشنته فلو لا الحوثيين لما تمكن أعداء اليمن من المساس به وبأمنه وبشعبه ولما وصل المتمردون والانقلابيون والانتقاليون إلى كراسي السلطة والرئاسة و لما تطاول تجار الحروب والمخدرات في البنيان والعمران و لما ظهر المقوت محمد علي الحوثي ولما برز علي الحاكم ولما حل محمد البخيتي ضيف دائم ومتحدث في جميع القنوات ولما ...ولما ..ولما ..الخ .
ولو لا غياب الدولة القوية لما وجد الحوثيين ولما ظهرت لهم صورة ولا سمعنا لهم صرخة ولا شفنا لهم شعار .
ان خطر الحوثيين الذي يهدد الاستقرار الإقليمي والدولي في المنطقة العربية والشرق الأوسط أصبح واضح منذ سنوات عديدة وقوبل هذا الخطر بالتجاهل واللامبالاة من قبل دول الخليج ويوم بعد يوم وهذا الخطر يتفشى ويتوسع ويزداد انتشار فمن دماج بصعدة وتشريد الحوثيين لأهلها ومشاركة العالم الصامت للحوثيين في تشريدهم فها هو ما كان يشكوا منه أبناء دماج قد بدأ يطال السعودية ويطال الجزيرة العربية ويصل عدوان الحوثي إلى كل مكان في ظل صمت دولي وتواطئ أممي مع هذه الميليشيات الحوثية التي تقابل كل دعوات السلام والحوار بالرفض وترد عليها بالعنف والعدوان .
لقد أصبحت اليمن اليوم ملعب تتحكم فيه ميليشيات إيران وأصبح يصول ويجول فيه أبو إيران وأبو طهران وأبو قم وأبو مران وأبو صرخة وأبو برعة وأبو جرعة وأبو خامنئي فحولوا اليمن إلى مساحة تمارس فيها الجرائم الشيطانية الإبادية الوحشية بمساندة وأوامر إيرانية ضد البشرية والإنسانية .