توزع المشاركون في مشاورات الرياض الى مسارات وهي التسمية الموازية للفرق التي اعتمدت في مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي انعقد في صنعاء خلال 2013 واختتم في 25 يناير/كانون الاول 2014 .
هذا الامر في الحقيقة يضع هذه المشاورات ضمن سياق منفلت لجهة خروجه من تحت السيطرة المفترضة للشرعية، ليصبح اقل من مائدة مستديرة وربما منتدى بلا تقاليد، يديره المستضيف ويتحكم بأجنداته،
لن نقول اننا أمام نسخة من مؤتمر حوار صنعاء، لكن هناك محاولة لخلق امتداد مشوه لذلك المؤتمر، لتأتي هذه المشاورات بأجندة لا يمكن ولا نتوقع انها تصل في مغزاها الوطني الى ما وصل اليه مؤتمر الحوار الوطني الشامل .
حتى الان لم ار سوى الاستاذة أفراح الزوبة كشخصية يمنية معنية ربما بتسيير هذه المشاورات، رغم أنها تحدثت في الافتتاح بصفة لا تدل على انها تمارس وظيفة مباشرة، لكن وكونها قد ظهرت متحدثة؛ فهذا يعني انها قد تكون جزء من رئاسة المشاورات التي ربما تتولاها الامانة العامة لمجلس التعاون الخليجي وهذه إشكالية كبرى تمس مباشرة مبدأ استقلالية المشاورات عن الهيمنة الخارجية .
تراهن السعودية ومعها الامارات على اهمية هذه المشاورات وتؤكد باستمرار انها شأن يمني محض وأنها تعكس ارادة اليمنيين، ولكنني استغرب ان تعقد هذه المشاورات دون رئاسة يمنية متحكمة بمدخلات المشاورات ومخرجاتها حتى نتأكد بالفعل انها تعكس ارادة يمنية خالصة .
تلك ملاحظة مهمة اردت اطلاعكم عليها، من جملة ملاحظات عدة من بينها مثلا ان السعودية وتحت المظلة المزعومة لمجلس التعاون الخليجي، عملت ما بوسعها لإغراق هذه المشاورات بشخصيات، انتجت معظمها سنون الحرب وابتلاءاتها ودفعت بها كزبد البحر الى سطح الحياة السياسية في اليمن .
ذلك الجزء السيء من القوام البشري للمشاورات، والأسوأ ان هذا الإغراق أتى بشخصيات تمثل مكونات كانت ولا تزال جزء من الانقلاب على الوطن والشرعية، والتمرد على الجمهورية ووحدة البلاد .
لقد كان الهدف بالتحديد هو تحويل القوى السياسية الأصيلة التي شكلت قوام العمل السياسي خلال العقد الماضي وما قبله الى أقلية قليلة الحيلة، وهذا يعني ان ما سوف يقرر من خلال هذه المشاورات لن يخدم المشروع الوطني بالضرورة بل الأرجح انه سيتصادم معه ويطوعه، ويفسح المجال امام احتمالات سيئة للغاية من بينها فتح مسار لمناقشات قد تنتهي بتمكين القوى المضادة وجعل النقاشات أكثر قوة بخصوص التقسيم او الانفصال .
حفظ الله اليمن
نقلا عن اليمن نت