نحن الآن في فجر السابع عشر من شهر رمضان من العام 1443هجرية وفي مثل هذا اليوم قبل 1441 سنة كانت معركة الفرقان يوم التقى الجمعان فبعد ساعات من الآن ستشهد منطقة اسمها منطقة بدر في جزيرة العرب معركة نتيجتها حددت مصير العالم.
بعد ساعات قليلة سيهبط جبريل عليه السلام ليقود مدد السماء لدعم ملائكة الارض الذي يقودهم محمد صل الله عليه وسلم فقد كان اصحاب رسول الله من الذين اشتركوا في بدر عبارة عن ملائكة يمشون على الأرض وهم خيرة اهل الأرض في ذلك الزمان!
بعد ساعات قليلة ستقاتل ملائكة السماء بين يدي خاتم الأنبياء بجانب الصديق والفاروق وذو النورين وعلي ابو الحسن والحسين وبجانب حمزة ومصعب وابو عبيدة وغيرهم من صحابة رسول الله.
بعد ساعات ستكون مكة بدون قادة وبدون رؤوس سيجرجرون الى قليب في بدر بعد ان يلقوا مصرعهم. في مثل هذا الوقت 17 رمضان السنة الثانية للهجرة كان كسرى الفرس ينام على فراشه ولا يعلم انه وبعد ساعات من الآن ستكون هناك معركة في جزيرة العرب مجموع من شاركوا فيها من البشر لا يصل الى 1400 مقاتل ولكن نتيجة تلك المعركة ستكون سبباً في ذهاب ملكه وضياع دولته بعد ما يقرب من ثلاثين سنة على تلك المعركة.
ولو عرف كسرى بذلك لمد قريش بألاف الجنود كما كان سيفعل هرقل ملك الروم الذي كان ينام في دمشق مثل هذا اليوم ولا يعلم انه سيودع الشام عما قريب بسبب تلك المعركة.
كان من نتيجة هذه المعركة وصول رايات الإسلام بعد سنوات قليلة الى ضفاف الأطلسي غرباً والى الصين شرقاً. الصلاة والسلام عليك يا رسول الله يامن قدت تلك المعركة وسلام الله عليكم يا صحابة رسول الله الذين اشتركتم في تلك المعركة المفصلية في تأريخ البشرية وسلام الله على اربعة عشر رجلا هم الذين استشهدوا في تلك المعركة ويرقدون في منطقة بدر منذ 1441 سنة، ستة منهم من المهاجرين وثمانية من الأنصار سـلام الله عليكم من ارض اليمن ارض المدد ها قد انتهينا من صلاة الفجر ولولا انتصاركم بفضل الله في تلك المعركة ما كان هناك صلاة فجر !
ولقد كان لنا الشرف ان شارك في معركة بدر 270 رجلا من اجدادنا الأنصار من اصل 314 هم كل جيش المسلمين. لقد أكرمهم الله وشرفهم بأن جعلهم يقاتلون بين يدي خاتم الأنبياء وبجانب ملائكة السماء..