البعض يعتبر حق تقرير مصير محافظات الجنوب وعد مختوم بالانفصال، والبعض الآخر يعتقد أن الحديث عن ذلك هو سعي لانفصال حقيقي .
مثل هذه القرارات هي قرارات مصيرية من حق الشعب كله شمالا وجنوبا الاستفتاء عليها، كما كان الاستفتاء على الوحدة .
تشكيلة مجلس الحكم الرئاسي تكشف حالة التوازن في اليمن بين الشمال والجنوب وبين الشرق والغرب ، ورغم أن تهامة غربا غير ممثلة جغرافيا لكن تم تمثيلها حزبيا عبر المؤتمر الشعبي العام ومن خلال طارق صالح، بينما تم تمثيل الوسط تعز وإب من خلال الرئيس رشاد العليمي وشمال الشمال من خلال عثمان مجلي وشرق الشمال من خلال سلطان العرادة، وهذا التمثيل المتعدد للشمال لا يعني وجود خلافات او حروب او صراعات مناطقية في الشمال ، إنما هو لإحداث توازن مع الأربعة التي فرضتها صراعات الجنوب .
فالجنوب لازال متأثرا بصراع 86، وهنا كان لابد من تمثيل كل مناطق الجنوب، فأبين و شبوة مثلت بالدكتور عبد الله العليمي وحضرموت والمهرة وسقطرى مثلت بالمحافظ فرج البحسني مقابل تمثيل الضالع برئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي ولحج يافع مثلت بقائد العمالقة أبوزرعة المحرمي، ولو كان صوت الجنوب موحدا باتجاه الانفصال لما احتجنا لأربعة فخامات رئاسية ولكان الممثل للجنوب واحدا فقط ، وعندها يمثل الشمال بواحد دون الباقي .
يجب أن لا تطغى علينا في هذه اللحظات مخاوف الانفصال على مخاوفنا من استمرار سيطرة الحوثي وإيران على صنعاء، وحتى لو حصل انفصال فلن يكون سوى انفصال افتراضي لأن التداخل المجتمعي والمصالح الاقتصادية للشعب اليمني شمالا وجنوبا أكبر من برميل الحدود .