كلما فتح باب للأمل بإنهاء الحرب أغلقه الحوثيون بنزق لا يقيم للسلام وزناً ، وبغطرسة لا يعني لها الوطن أكثر من جغرافيا منهوبة بقوة السلاح .
بعد أن دمروا اليمن بانقلابهم وما قاد إليه من حرب ، وبعد أن دمروا حلم اليمنيين بدولة ينعمون فيها بالأمن والأمان كبقية خلق الله ، تمخض الجهد العالمي بترتيب هدنة لمدة شهرين تتنفس فيها البلاد هواءً بلا بارود ولا دم .. لكنهم رغم ذلك عملوا المستحيل لإفشال هذه الهدنة ، واستخدموا كل الوسائل لإيصالها إلى طريق مسدود تمشياً مع نزوع لديهم ،لا يمكن التستر عليه ، باستمرار الحرب حتى يهلك هذا البلد ويدمر عن بكرة أبيه .. فهم لا يرون فيه ، كما قلنا ، سوى جغرافيا لا مكان فيها لوطن ولا لدولة ، وفي هذه الجغرافيا المفرغة من الدولة والقانون والمواطنة يواصلون التربص بكل محاولة لتحويلها الى وطن بإشهار عصبية ملفقة وململمة من شتات الأرض في وجه الدولة والوطن معاً .
عملوا على افشال الهدنة من ثلاثة محاور :
١ - مواصلة الحشد العسكري بكل أنواع الأسلحة في جبهة مارب وغيرها ، وبلغت الخروقات العسكرية حتى ايام قليلة ماضية أكثر من مائة واربعة وعشرين خرقاً ما بين اطلاق صواريخ ، وتسيير مسيرات ، واستطلاعات ، وبناء خنادق ، وحشد عسكري .
٢ - تعطيل تشغيل مطار صنعاء في أول رحلة طيران يوم ٢٤ ابريل بافتعال قضية الجوازات ، وعلى الرغم من كل ما قدمته الحكومة من حلول وتسهيلات ، إلا انهم رفضوا ذلك امعاناً في هدر أي فرصة لنجاح الهدنة .
٣ - رفضهم التفاوض بشأن فك الحصار عن مدينة تعز تنفيذاً لما جاء في قرار الهدنة بشأن دعوة المبعوث الأممي لبحث فك الحصار عن المدينة ورفع معاناة سكانها .
وفي حين يتغطرس الحوثيون ويتشددون يمنياً مع كل محاولة لإحلال السلام ، فإنهم يتزاحمون ويتدافعون الى موائد المشاورات حينما يلوح لهم بالأصابع التي تشع ذهباً .