بعد وفاة الرسول صل الله عليه وسلم ارتد الكثير من العرب عن الإسلام تحت حجج مختلفة بل وظهر هناك من ادعى النبوة مثل مسيلمة الكذاب وكان قد ظهر امره في آخر ايام رسول الله وكذلك طليحة بن خويلد وسجاح بنت الحارث التميمية وسجاح هذه كانت تعيش في شبه الجزيرة العربية وتعتنق النصرانية وكانت من اشهر الأشخاص في زمانها ومكانها عملت عرافة ومفسرة احلام وكاهنة تملك لسان فصيح وتجيد القراءة والكتابة وساعدها ذلك في جذب الكثير من قومها اليها وكان هدفها غزو المدينة حاضرة الخلافة الإسلامية التي كان على رأسها الخليفة ابو بكر الصديق رضي الله عنه .
وعلى الجانب الآخر كان مسيلمة الكذاب يجمع القبائل لنفس الغرض مدعياً النبوة ايضاً فالتقى بسجاح وعرض عليها الزواج فوافقت وانظم جيشها الى جيش مسيلمة ليقترب جيش مسيلمة من الستين الألف فبعث لهم الخليفة الصديق جيشاً مكون من اثني عشر الف مقاتل بقيادة القائد الفذ الصحابي خالد ابن الوليد رضي الله عنه فكانت معركة اليمامة الشهيرة والخالدة في تأريخ الإسلام وتم فيها دفن مسيلمة ونبوءته تحت جدران حديقة الموت التي تحصن داخلها وقُتل من المرتدين ما يقرب من عشرين الف واستشهد من المسلمين الف ومئتا شهيد معظمهم من حفظة القرآن.
ولما قتل مسيلمة هربت سجاح الى الجزيرة الفراتية واعلنت اسلامها ثم عاشت في العراق وتوفت في خلافة معاوية ابن ابي سفيان وصلى عليها سمرة بن جندب والي البصرة.
ذهب مسيلمة وظل يتكرر في كل العصور تحت عناوين مختلفة ومثله سجاح وليس شرطاً ادعاء النبوة بل قد يكون تحت ادعاء الثقافة والانفتاح والتجديد فيعمل بالإسلام ما عمله مسيلمة وما عملته سجاح ويجتمع حولهم الغوغاء كما اجتمعوا في اليمامة.
علماً ان المرتدين كانوا يقولون نحن مسلمون. ولا شك ان سجاح الأمس كانت أحسن من غيرها فقد تابت واعلنت اسلامها.. وكما ذهب الأولون سيذهب الآخرون ومن سيأتي بعدهم على نفس نهجهم وسيبقى هذا الدين خالدا حتى اليوم الذي تُبدل فيه الأرض غير الأرض والسماوات ويبرز الجميع لله (الواحد) القهار وهناك يكون الحساب .
يومها سيختفي المدافعون والمجادلون وكل نفس سوف تجادل عن نفسها .