امكروا مكركم وكيدوا كيدكم فاليمن لن تموت، نعم اليمن تمرض لكنها لا تموت ويوم يعتقد الجاهلون بالتاريخ ان اليمن انتهت تنهض وتنطلق من جديد، راجعوا التاريخ لتعرفوا ذلك .
من يعتقد انه قد احكم قبضته على اليمن فهو وأهم، ومن يعتقد انه سيتحكم باليمن فهو وأهم. لن تستطيعوا شطب اليمن من الخارطة فوجودها لم يكن نتيجةً لظروف معينة او بسبب ثروة طارئة بل وجُدت مع ولادة التاريخ فاليمنُ هي قدرُ الله في هذه الأرض،
اليمن هي من استقبلت معاذ في ارض الجند وهي أرض المدد وأرض العدد ومن ناصرت دين الله الفرد الصمد، فما اختار الله لمجاورة نبيه إسماعيل وهو رضيع إلا قومنا وما كان أول من استجاب لدعوة إبراهيم للحج إلا أهلنا وأول من كسا البيت العتيق هو ملكنا (تبع الحميري) وما آمنت مع سليمان إلا ملكتنا وما كان اول من آمن بخاتم الأنبياء من غير الإنس إلا جِنّنا وبعدهم إنسنا .
فما كان اول المبايعين له إلا قومنا وما قدم ارواحهم بين يديه في معركة أحد إلا أنصارنا وما انزل الله (والذين اووا ونصروا) إلا فينا.
ولو سلك الناس واديا ما اختار رسول الله صل الله عليه وسلم إلا وادينا وما كُفّن عليه الصلاة والسلام إلا بثوبنا (ثوب سحولي يماني) وما ثبتت في يد خالد في معركة (مؤتة) إلا صفيحتنا وما اشتهرت من بين السيوف إلا ( صمصامتنا) صمصامة الفارس عمرو ابن معد يكرب الزبيدي، وما جالت في القادسية إلا خيولنا وما احب الشاعر ( قيس ابن الملوح ) من البروق إلا برقنا فقال :
أَلا لا أُحِبُّ السَيرَ إِلّا مُصَعِّداً
وَلا البَرقَ إِلّا أَن يَكونَ يَمانِيا
وما تميز من نجوم السماء إلا سُهيلنا (سهيل اليماني) وما اشتهر من أركان الكعبة وسُّن استلامه إلا رُكننا (الركن اليماني ) .
فاليمن ليست مفاوضات في عمّان ولا قرارات من عدن او تصريحات من صنعاء . اليمن هي التاريخ والتاريخ هو اليمن .
فمن اليمن ابتدأ التاريخ ومن أرض اليمن تبدا مراسيم القيامة وتحديدا من (عدن ) . هذه هي اليمن ايها الجاهلون..