خرجت السيدة ( رباب بدير ) من منزلها في مدينة يريم بعد عصر الأحد التاسع عشر من شهر يونيو 2022م، على أمل شراء حاجات من السوق والعودة بسرعة الى المنزل ، خرجت وقد استودعت طفليها عند عمتها حتى العودة ، ولم تكن الأخت رباب تعلم انه الخروج الأبدي الذي لا رجعة فيه وانها لن ترى طفليها بعد تلك اللحظة التي قبلتهما فيها قبل مغادرة المنزل، لم يطول بقائها في السوق طويلا فقد حصلت على ما تريد وقررت العودة وفي طريقها استوقفت باص وصعدت فيه ولم تكن تعلم المسكينة انها قد صعدت الى حافلة يقودها وحش بشري قد تجرد من كل القيم الأخلاقية والإنسانية، صعدت الى مصيدة دون ان تعرف ذلك ، وبمجرد طلوعها الى الباص اقبلت الشياطين الى السائق ووسوست له بإن هذه فرصتك فهذه الفتاة وحيدة وسوف تكون فريستك، والواقع انه لم يكن بحاجة الى وسوسة الشياطين فهو شيطان من أصله وله سوابق عديدة ، ما ان استقرت الفتاة على المقعد حتى اندفع السائق بسرعة جنونية وتجاوز المكان الذي كان مقرراً لنزول الفتاة وهي تصرخ وتستغيث طالبة منه التوقف بعد ان شعرت بغدره وانه يسوقها الى المجهول، ولما لم تجد استجابة من ذلك الوحش قررت النزول من الباص بطريقتها الخاصة وهي طريقة الموت فيها أقرب من الحياة، ولسان حالها يقول أنا ابنة فلان وزوجة فلان ولا يمكن ان اخلف العار لأهلي وأسرتي، وهي من أسرة عريقة ومحترمة ولها مكانتها في يريم والمنطقة بالكامل .
فتحت باب الباص ورمت بنفسها الى الشارع والباص في أقصى سرعة له وما ان وصل جسمها الى الأرض حتى ارتطم رأسها على الرصيف وتطايرت منه الدماء وفارقت على إثره الحياة.
العمة في البيت بدأت تشعر بالقلق لتأخر رباب في السوق فاتصلت بها على هاتفها أكثر من مرة دون رد فكررت المحاولة حتى كان الرد ولكن ليس من رباب، فرباب كانت قد انتقلت الى العالم الآخر، بل كان الرد من أحد العاملين في مستوصف التويتي الذي تم اسعاف رباب إليه وأخبرها بالفاجعة الكبرى فانتشر الخبر انتشار النار في الهشيم فاسرع الكثير من أسرة بدير ومن معهم الى المستشفى العام، بعد ان تم نقل الشهيدة إليه من المستوصف وتم اشعار أجهزة الأمن بذلك، فتحركت بقيادة صدام غلاب ( ابو عطان ) مدير أمن يريم تم الانتقال الى مكان الجريمة وبعد التحري والتدقيق توصلت أجهزة الأمن الى هوية ذلك الوحش من خلال كاميرا كانت مثبتة في أحد المحلات القريبة، وسجلت الواقعة فتم معرفة الباص الذي أسرع صاحبه بالفرار بعد ان وقع الحادث وعلى بعد كيلو متر ونصف من المدينة كان يختبئ في قرية (بيت السفياني) وتم القبض عليه بعد منتصف الليل عن طريق أجهزة الأمن بالتعاون مع الأهالي .
رحم الله الشهيدة (رباب بدير) ويرى معظم علماء النفس أن شخصية الفتاة التي تحمل اسم رباب ((تجعل منها فتاة قوية تتخطى ما يواجهها من صعاب كما انها شخصية متدينة ومحافظة ومتمسكة بعادات وتقاليد مجتمعها)).
رحم الله الشهيدة رباب ورحم الله بطنا حملتها وأماً انجبتها وأسرة ربتها، وعظم الله أجركم يا آل بدير في مصابكم وسلام الله على فتياتكم قبل فتيانكم ونعم التربية يا آل بدير .
الشكر والتقدير لمدير أمن مديرية يريم صدام غلاب (ابو عطان) الذي يشيد الجميع بمواقفه الرجولية شكرا له ولكل أفراد الأمن في يريم ولكل الأهالي الذين تعاونوا مع أجهزة الأمن.. الى الأجهزة المعنية في صنعاء مثل هذه القضية لا تحتاج الى تطويل والى التيه في دهاليز القضاء فلا بد من سرعة الحسم والحزم حتى يأمن الناس على نسائهم وبناتهم من مثل هـؤلاء الذئاب البشرية..
في ذمة الله يا (رباب بدير) لقد حفرت اسمك واسم اسرتك في لوحة الشرف والطهر والعفاف..