يوم ضاقت الدنيا على الكثير من الأسر في أكثر من محافظة ومدينة بسبب الحرب، يممت تلك الأسر وجهها نحو إب، فاستقبلتهم إب بكل ود وترحاب وشاركتهم كل شيء.
واليوم يظهر بعض (العميقين) ويصفونها بالانبطاح؟
يوم واجه مرضى الفشل الكلوي الموت بسبب تعطل المستشفيات في تلك المدن بسبب الحرب، فتحت لهم مستشفيات إب أبوابها ومنحتهم مقاعد الغسيل جنباً الى جنب مع ابن إب.
واليوم هناك من يتهم أهلها بعدم الحمية والانتفاضة كما اسموها!
حتى أبناء عدن نزح الكثير منهم بسبب الحرب وارتفاع درجة الحرارة هناك الى إب، فتم توفير المأوى لهم، بل وهناك من تبرع لهم بعمارات ليسكنوا فيها بالمجان حتى تنتهي مشكلتهم!
تخيلوا معي لو انفجرت الحرب داخل مدينة إب أين كان سيتجه اللاجئون من تعز والحديدة وعدن وغيرها؟
بل أين كان سيتجه أبناء إب أنفسهم؟
وهل هناك مثل إب من يستقبل الجميع دون تمييز؟
أين كان سيتجه مرضى الفشل الكلوي وغيرهم على نفس القياس؟
لقد اختار الكثير من شباب إب مع هذا الطرف أو ذاك نقل معركتهم بعيدا عن إب تابعوا أخبار الجبهات هنا وهناك لتعرفوا أين هم شباب إب!
لتبقى مدينتهم قبلة لكل نازح ومستشفى لكل مريض قادم من مكان بعيد.
ان يوجد هناك مسؤول في أب أو مشرف أو تحت اي مسمى كان يمارس أعمال غير قانونية وغير إنسانية وترتقي في بعض الأحيان الى البلطجة فهذا ليس عيبا في إب ولا في أهلها، بقدر ما هو عيب ومثلمة في ذلكم الشخص الذي لم يقدر عمله ولم يقدر لإب تضحياتها وتحملها من أجل كل من ذكرنا سابقا، فهي كالشمعة تحترق لكي تضيء لمن حولها فليس ذنبها ان يكن هناك من الذين حولها لا يقدرون ذلك.
بنات إب لا يبحثن عن الشهرة وعرض الجمال مثلهن مثل الغالبية الساحقة من بنات اليمن، فليس بينهن من تقوم بدور ليلى وتنتظر قيس في قارعة الطريق ليقول فيها بعد ذلك قصيدة عصماء.
يا هؤلاء لقد انطلقت أول حركة وطنية في اليمن ضد حكم الإمام يحيى حميد الدين من إب وكان من أعضائها القاضي عبد الرحمن الإرياني والشيخ حسن بن محمد البعداني والشيخ منصور بن نصر البعداني والشيخ الفيلسوف حسن بن محمد الدعيس والشيخ محمد بن حزام خالد الجماعي والقاضي محمد الاكوع والشيخ محمد الشعيبي وغيرهم، وقد تم إرسالهم وهم مكبلين بالسلاسل والأغلال الى سجون حجة عام 1944م .
لقد جمعت إب بين ثورية علي عبد المغني مع حكمة القاضي الإرياني، وبين آدب وشعر وهدوء عبد العزيز المقالح وظرافة وسياسة الشيخ عبد العزيز الحبيشي، لقد جمعت إب في مواقع التواصل بين يراع الكاتب الجميل أحمد طارش خرصان وبين جراءة الكاتب ماجد ياسين، جمعت إب بين صرامة (أروى بنت أحمد الصليحي) في جبله، وعفاف وطهر (رباب بدير) في يريم.
هذه هي إب أيها الأحباب، حفظ الله إب وحفظ الله اليمن الكبير من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه.