من عجائب وغرائب ما يمكن أن نعيشه هو أن نجد مؤسسات الدولة العليا ومكونات الشعب وقواه السياسية والناشطين والنخب والكُتاب من جميع الانتماءات؛ أن نجدهم جميعاً منذ استهداف الحوثيين ناقلات النفط وميناء الضبة يوم أمس يطالبون بردع المليشيا الحوثية التي صار مسار السلام معها مساراً عبثياً . فإذا كانت هذه هي الإرادة اليمنية والقناعات الرسمية والشعبية؛ فلماذا لا يتم المضي وفق هذه الإرادة على الأرض؟
وهل يمكن لأحد أن يمنع إنفاذها؟
فعلى سبيل المثال إليكم عينة ممثلة لإرادة اليمنيين المناهضين للمشروع الإيراني التي تحمله المليشيا الحوثي في اليمن، من واقع بياناتهم وتصريحاتهم يوم أمس :
إذا كانت هذه هي المواقف والمطالبات والدعوات المعبرة عن الإرادة اليمنية فإنها تضع مسؤولية تاريخية ودستورية على عاتق مجلس القيادة الرئاسي والتحالف، فهل سيسجل المجلس موقفاً منحازا لإرادة ومصالح شعبه ومؤسساته ومكوناته لتقف خلفه بكل صلابة وعزم حتى نهاية الطريق؟
أم سيخسر الشعب وينحاز إلى إرادة ومصالح بعض الدول التي لا تعبأ باليمن أرضاً وإنسانا، والتي تواصل ضغوطها على المجلس لاستمرار تقديم التنازلات للمليشيا الحوثية؟
التاريخ يسجل، والأجيال لن تنسى، وإرادة الشعب -التي هي من إرادة الله- ستكون هي الغالبة، والخزي والعار للجبناء، والنصر لليمن بإذن الله .