لماذا كل هذا النفور والقلق من المقاومة الشعبية؟
أكثر من يستنفر اليوم من عودة الروح إلى المقاومة الشعبية هم جماعة عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح، الذي أسس له التحالف إقطاعية مهمة في الساحل الجنوبي الغربي اليمن على البحر الأحمر .
أسس طارق مستفيدا من دعم التحالف مجلساً سياسياً لإيواء القطيع السياسي المشرد من بقايا حزب صالح، لتضمن الإمارات حصتها من هذا الحزب، الذي سلم اليمن لإيران نكاية بحزب الإصلاح وإعادة توجيهه بما يتفق مع أجندتها العابرة للحدود .
لكن لا تزال المجموعة الإعلامية في سلطة المخا تتحدث بفخر عن المقاومة الوطنية، التي لم تقاوم، والتي تشكلت منذ البدء كمقاولة سياسية صريحة لضرب المكون الوطني في تعز بالنظر إلى الثقل الاستراتيجي الكبير لهذه المحافظة في معادلة الصراع وتأثيرها المميت على استراتيجية تمزيق اليمن التي يتبناها ويدعمها ويشرف عليها التحالف، وتتبوأ جماعة الحوثي الطائفية المتحالفة مع إيران مكانة أساسية ومحورية في هذه الاستراتيجية المعادية .
هناك هجوم ثلاثي عنيف تنفذه الكتائب الإعلامية التابعة للمجموعات المسلحة المكفولة من الخارج، وأعني بها جماعة الحوثي والمجلس الانتقالي الجنوبي وجماعة طارق صالح المستحدثة في الساحل الغربي، وهدف هذه الحملة هو شيطنة المقاومة الشعبية، والإصرار على أنها محاولة لإعادة إحياء مقاومة في تعز سبق أن تم دمج مقاتليها في الجيش الوطني، وتناسوا أن المقاومة روح وثابة وجذوة لم تخبوا وقدوة نضال تقدم كل يوم الأمثلة الميدانية على الكفاح والتضحية، ليس في تعز فقط بل في مأرب والجوف والبيضاء والضالع وبقية جبهات المواجهة مع الحوثيين .
ولكي تحدثَ الحملةُ تأثيرها، جرى التركيز على حزب الإصلاح، كذريعة أبدية لتبرير ما يقومون به ضد اليمن، وركزوا أيضاً على القائد التاريخي للمقاومة الشعبية الشيخ حمود المخلافي الذي، أجبر على مغادرة مأرب بطائرة عمودية تابعة للقوات الملكية السعودية، في وقت كان يعمل فيه على مسارين، أحدهما يتمثل في تحشيد القوات والمقاومة واستثمار الزخم الكبير حولهما للتوجه صوب صنعاء، والثاني هو جمع الأسلحة لرفد مقاومة تعز بعد أن خذلها التحالف .
وفي الجعبة الكثير مما عرفه قائد المقاومة إثر وصوله إلى الرياض، حيث تبين له الجانب المظلم والسيئ في الاستراتيجية الحاكمة لحرب التحالف في اليمن .
كان دور قائد المقاومة على الساحة اليمنية مزعجاً لتحالف كان قد عزم بالفعل على شق مسار عبثي هدفه تدمير اليمن عبر أسوأ الأدوات التي تتسيد المشهد ويجري تأطيرها سياسياً ورسمياً، كالتي نراها اليوم، ومنها جماعة الحوثي والمجلس الانتقالي وألوية العمالقة وكتائب المقاومة الوطنية المزعومة .
هناك اتهامات مبتذلة لقائد المقاومة تدور في مجملها حول الدعم والمال وغيرها من هذه الأمور التي تستغرق القوى المكفولة من التحالف وإيران .
يتمنى هؤلاء لو يرون هذا القائد يتضور جوعًا، ويلقي بأحماله على أبواب المعسكرات الفارهة التي أقامها التحالف في المخا باحثاً عن ملاذ .
يريدون بهذه الحملات والتسقيط الخبيث، التغطية المتعمدة على الإنجازات الاستثنائية التي تجمل بؤس تعز وتمنحها الأمل في ظل حصار خانق للبشر والحجر والطموح والإرادات .
يتناسون المؤسسات التي تُعنى بأسر الشهداء وتنتشلها من العوز والفقر وتعيد تأهيلها علمياً ومهنياً وتحولها إلى كوادر مبدعة ومنتجة بفضل الدعم الذي تم تأمينه بواسطة قائد المقاومة الذي لم يتخل عن دوره القيادي المقاوم رغم الصعوبات الكبيرة التي وضعها التحالف أمامه ومنها تلك التي وضعت أمام عودته إلى وطنه .
يتنكرون للمؤسسات الطبية الرائدة التي تقدم العون الطبي العلاجي وترمم أجساد المقاتلين الأبطال وتعيد تأهيلها، وعلى رأسها المركز العربي للأطراف، ويوجهون الأنظار صوب المقاومة الشعبية ومعسكراتها، ويتحدثون بفخر عن قرب إعادة ترتيب الوضع العسكري لمحور تعز وإعادة إحياء ما تسمى كتائب أبو العباس، فيما يأتي الإسناد الحوثي عبر منشورات تركز على ما تدعي أنها تباينات مناطقية في تعز وهو جهد لطالما استثمر فيه علي عبد الله صالح لكنه نسي أن تعز ليست تشكيلات عشائرية بل تكوينات مدنية ناظمة، تتوزع على كل التيارات الفكرية والسياسية والأيديولوجية .
وبقي أن أقول إن على العميد طارق ورجاله أن يتصرفوا بحكمة وأن يدعموا المقاومة الشعبية ودورها، طالما والهدف هو دحر الحوثيين واستعادة الجمهورية، لا يكفي أن تضع البوصلة أمامك، وتقول لا تقلقون بوصلتنا متجهة صوب صنعاء .