لا أدري ما الذي يجعل البعض ينفعل ويتصرف بذلك القدر من التجهم كرد فعل على إصدار المليشيات الحوثية الإرهابية ما سمي بـ" مدونة السلوك الوظيفي" .
بالعكس إصدار هذه المدونة على ذلك النحو الذي شملته ما سمي " المرتكزات الأساسية " التي فيما لو استثنينا منها القرآن الكريم، فإنها تؤكد الطبيعة العنصرية لهذه الجماعة، حيث لا يمكن النظر إلى هذه الوثيقة إلا بأنها شهادة إثبات لخصت بإيجاز كل ما كتب وقيل وعرض حولها. وفي حين ظل البعض يشكك في هذه الحقيقة بنظرة من يحاول أن يمسك العصا من الوسط ، ها هي الجماعة تنزع عن نفسها ذلك الغطاء الشفاف الذي ظلت تضلل به الناس وتواري به سوءتها ، وبذلك فإنها تضع مناصريها في دوامة الحقيقة ، بعد أن ظلوا سنوات يسوقون الناس إلى محارق الحرب من أجل الدفاع عن هذا الفخ العنصري البائس الذي يراد لليمن أن ينزلق إليه .
هكذا هم أصحاب المشاريع الطارئة ، لا يستطيعون الصمود أمام حقائق الحياة ، فسرعان ما يفضحهم الوهم حينما يعتقدون أنهم باتوا على موعد مع تطبيق خرافاتهم على أرض الواقع .
في هذه "المدونة" لخصت المليشيات الحوثية باختصار طبيعة " الدولة" العنصرية التي تريد أن تحشر اليمن فيها .
وفي مضامينها التي تقرأ على نحو واضح ، وبدون أي تحايل في المعنى ، تكمن أيديولوجيا الإرهاب التي تنذر بالموت كل من يفكر بمعارضة هذه الأيديولوجيا العنصرية .
إنها خطوة في غاية الأهمية على طريق زوال هذا المشروع الكئيب . وما على اليمنيين سوى أن يقرأوا حقيقة ما ينتظرهم من مستقبل فيما لو طبقت هذه المدونة .