ظلت مليشيات الحوثي تبحث عن وسيلة لتكريس تعاليم وتوجيهات "السيد" كمرجعية في إدارة شؤون الحياة اليومية في المناطق التي يسيطرون عليها من اليمن فجاءوا بمسرحية "المدونة" التي انقلبت عليهم فيما عرف بالمسرحية المصرية الشهيرة " انتهى الدرس يا غبي " .
نعم، لم يعد هناك ما يمكن لهذه المليشيات أن تواريه من مشروعها العنصري الشمولي بعد أن دونت على نحو واضح، لا لبس فيه، حقيقة مرجعيتها في الحكم في سطر واحد وهي: "خطابات ومحاضرات قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي ".
كل الكلام الباقي الذي حوته " المدونة" هو بمثابة غطاء وحواشي وغثاء وزبد، يراد منه تمرير هذه المهزلة التي سيتم بموجبها تعديل الدستور والقوانين والمناهج الدراسية ومصادر المعرفة والثقافة والتربية، ويا "سارية جري الصنبوق ".
يعني تريد هذه المليشيات أن تقول لليمنيين ما فيش معكم غير هذا الخيار، لا تصدقون المجتمع الدولي ولا غيرهم ممن أشبعوكم حديثًا عن السلام والمرجعيات الثلاث، فإذا هناك سلام فلن يكون سوى على هذه القاعدة التي تضمنتها " المدونة ".
والسؤال ماذا بعد وقد عمّدت الميليشيات الحوثية مدونتها بقتل العاملين في ميناء "قنا" بشبوة بقصف الميناء بالمسيرات الإيرانية في تحد لكل الإدانات الدولية والعربية واليمنية لسلوكها الإرهابي . ؟
ألا يعني ذلك شيئاً لمجلس القيادة الرئاسي الذي قبل أن يتحمل الأمانة في أكثر اللحظات حرجاً ومرارة (إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان) .
ألا يعني ذلك أنه آن الأوان لمغادرة حسابات الماضي لصياغة مستقبل هذا البلد الذي وضع بين أيديكم؟!!!