في خضم الحرب التي تدور في المنطقة بين إيران والخليج ظاهريا، هناك حرب من نوع آخر على الخليج تدور في الخفاء، صنعتها السياسات الاقتصادية والتنموية الخليجية لنفسها، وهي أخطر من كل الحروب، هي حرب الديموغرافيا.
قرأت بعض المقالات المحذرة، والتي أوردت نسبا وأرقاما مخيفة لتراجع نسبة السكان الأصليين لدول الخليج مقارنة بالجاليات، تضع مؤشرات مرعبة، فهناك ما يقارب من 16 مليون عامل في دول الخليج، منهم حوالي 7 مليون في الإمارات.
وفي موقع رسمي للدولة أشار إلى أن خمس لغات معتمدة في المحاكم، ويتحدث بها بشكل واسع في البلاد، وهناك من يشير إلى أن اللغة العربية لم تعد الأولى في التعامل بين السكان.
فإذا استثنينا عمان والسعودية اللتين تتواجد فيهما جاليات أقل، فإن الخطر على البحرين والكويت أكثر، بينما يتعاظم بالنسبة لقطر والإمارات.
أهم الحلول التي وضعت لدول الخليج أن تدمج اليمن ويفتح لليمنيين باب التجنيس.
لكن يبدو أن حرب اليمن هو مخطط آخر لتفتيت هذا الكتلة البشرية الكبيرة أو السيطرة عليها عبر إيران التي لديها جاليات كبيرة أيضا في الخليج.
ذات مرة ونحن ندرس ضمن برنامج تمهيدي الماجستير في قسم الصحافة عام 2008 تحدثت الدكتورة رؤوفة حسن رحمة الله تغشاها عن أطماع دولية في سقطرى، وطلبت ترتيب تلك الأطماع، وكانت المفاجأة أنها حدثتنا أن الأطماع الهندية في سقطرى هي الأخطر، ومنذ ذلك الوقت وأنا أبحث عن مؤشر ، حتى وضعت الإمارات يدها على الجزيرة بدأت تتداخل الكثير من الأمور، فالإمارات حسب باحثون يعتبرونها ولاية هندية من الناحية الديموغرافية، لكنها أمريكية من ناحية التبعية، فهل الأمريكان يتركون القرار في الخليج للهنود؟
هناك الكثير من الشواهد على تلاعب الأمريكان بالديموغرافيا من خلال أقليات دول أخرى بعضها معادي، لكن يبدو استراتيجية واشنطن منع تشكل قوى إقليمية باقتصاديات منافسة.
فهل ستنعكس الديموغرافيا يوما على السياسة ليصحوا الخليجيين ذات صباح ومماليكهم بيد الجاليات الآسيوية؟