الاجتماع الافتراضي لمجلس القيادة الرئاسي المنعقد اليوم عبر الاتصال المرئي، يبدو أنه كرس لتمرير ما أراده التحالف، وهو الإقرار بأن هذا المجلس الذي فرضه بدلاً عن هادي، أصبح رهن إرادة القوى والمكونات السياسية التي تسعى إلى تقويض الدولة اليمنية واستزراع مشاريع سياسية متصارعة .
والدليل على ذلك أن المجلس أجبر على الإقرار بما أسماها التطلعات السياسية للتك القوى والأمر هنا يشير بوضوح إلى المشروع الانفصالي للمجلس الانتقالي الذي انتقده الاتحاد الأوروبي في بيانه الشهير ضمن مراجعة مهينة لبيان حكومي سابق رحب دون تحفظ ببيان الاتحاد الأوروبي .
لا حدود إذا ولا كوابح أمام التطلعات السياسية للقوى المصنوعة بواسطة السعودية والإمارات، ويمكن لهذه القوى أن تستفيد من بيان الاجتماع الافتراضي لمجلس القيادة الرئاسي، ومنها "قوات العمالقة" التي أوكلت إليها مهمة تثبيت مصالح ولي الأمر العابر للحدود، تعاضدها كتائب أبو العباس التي ينشب بها الناصريون بشكل مثير للاشمئزاز .
الأمر ينطبق أيضاً على التطلعات السياسية
لما تسمى "ألوية حراس الجمهورية" في المخا التي تسعى إلى السيطرة على فضاء جغرافي يسمح بإعادة إنتاج نظام علي عبد الله صالح بعيدا عن جماعة الحوثي المدعومة من إيران .
بل إن الأمر من شأنه أن يشعرن أيضاً لتطلعات الحوثيين الإمامية وهي قوة أمر واقع أكثر فتكاً تسعى لفرض هذا المشروع الكهنوتي على الكتلة السكانية الأكبر في اليمن .
ما من دليل أوضح من بيان مجلس القيادة الرئاسي الصادم، على تفكك هذا المجلس وفشله وضعفه وعدم انسجامه، والأهم من ذلك دلالته القوية على عدم رغبة دولتي التحالف في استعادة العافية لجسم الدولة اليمنية ونظامها الجمهوري الاتحادي الديموقراطي .
وإلا كيف نفسر إصرار عضو المجلس عيدروس الزبيدي المتواجد في أبو ظبي على الظهور في ذلك الاجتماع بخلفية غاب عنها علم الجمهورية اليمنية وظهرت حزمة أعلام تشمل علم الإمارات والسعودية والعلم الانفصالي .