كان الربع الأخير من العام 2021 هو الأسوأ على مديريات جنوب مأرب وشمال غرب شبوة، بعد الهجمة الغاشمة التي شنتها مليشيا الحوثي الإرهابية واجتاحت تلك المديريات وعزلتها عن محيطها وقضت على كافة مقومات الحياة فيها. عاشت مديريات بيحان وعسيلان وعين شبوة وحريب مأرب ربع عام في الظلام وكان ليالي وأيام ذلك الربع الأخير من العام 2021 طويلة جداً كئيبة ومظلمة قاتمة لا لون للحياة فيها ولا وميض للأمل، ولكن جاء الفرج من الله سبحانه وتعالى وهيأ قوات العمالقة ودولة الإمارات لتحرير تلك المديريات وإعادة الحياة إليها .
عادت الحياة إلى حريب وبيحان وعسيلان وعين بينما لا تزال مديريات الجوبة والعبدية ورحبة والجبل وماهلية جنوب مأرب وناطع ونعمان شرق البيضاء تغرق في الظلام منذ عام وربع عام. ربع عام في الظلام لم يُطاق، فكيف بمدن ومحافظات بأكملها تعيش تلك المأساة منذ 8 سنوات منذ سيطرة تلك المليشيا الإرهابية عليها .
تعزل تلك المليشيا الإرهابية شعب بأكمله عن الحياة، صادرت كل حقوقه ودمرت كل مقوماته ونهبتها وبمباركة دولية تفعل كل ذلك.. 8 سنوات وهي تأخذ من الشعب ولا تعطيه، تتحجج بالحرب والحصار وهي الحرب والحصار، توقف التحالف عن غاراته عليها ولم تقدم للشعب اليمني في مناطق سيطرتها إلا المزيد من الفقر والجوع وسلب ما تبقى لديه من حياة شحيحة يصنعها بشق الأنفس وبجهد ذاته .
خلال ربع عام من سيطرة تلك المليشيا الإرهابية على مديرية حريب جنوب مأرب قدمت تلك المليشيا خلال تلك الفترة وايت ديزل واحد فقط لمحطة كهرباء المديرية وأسمعت العالم كله بذلك الوايت والذي قدمته فقط ليضيء المصابيح الخضراء احتفالاً بالمولد النبوي وليس خدمة للمواطنين .
مئات الشاحنات تأتي خلال كل عام محملة بالوقود من مأرب لمحطة كهرباء مديرية حريب ولمحطات المديرية لتزويد سيارات المواطنين بالبترول قبل دخول تلك المليشيا حريب وما أن تم طردها حتى عادت تلك الكميات إلى المديرية دون ضجيج أو من أو أذى، على الرغم من أن إيرادات المليشيا تفوق عائدات مأرب بفارق كبير جداً إلا أنها لا تخصص من تلك الإيرادات ريالا واحدا لدعم تقديم الخدمات للمواطنين .
لا يقتصر الظلام الذي على مناطق سيطرة المليشيا بانعدام الكهرباء، بل هناك ما هو أهم وأكثر كالتعليم حيث تحول المدارس الواقعة تحت سيطرتها إلى مدارس عسكرية تثقيفية وتدريبية لتخرج أجيال من المدارس إلى المتارس والمقابر لا إلى الجامعات والبناء والتنمية والحياة. وأيضاً تقوم تلك المليشيا بمصادرة الممتلكات ونهب المؤسسات وفرض الضرائب والجبايات وإغلاق وقطع الطرق ومحاصرة العزل والمدن والمديريات وعزلها عن بعضها كما فعلت بمديريات الجوبة والجبل ورحبة وماهلية والعبدية حيث عزلتها عن بقية مديريات مأرب بإغلاق كافة الطرق المؤدية إليها ووضعتها تحت حصار مطبق ومن يريد الذهاب إلى مدينة مأرب أو القدوم منها عليها المرور بالبيضاء وذمار وصنعاء والجوف .
كما قضت على كافة الخدمات في تلك المديريات من تعليم وكهرباء وصحة وبقية مشاريع ومقومات الحياة لم تعد موجودة في تلك المديريات ليصبح حالها كحال صنعاء وبقية المدن والمحافظات الواقعة تحت سيطرة تلك المليشيا الإرهابية منذ 2014 و2015م .
لا يمكن أن يطول ذلك الوضع أبداً وثماني سنوات عدد جائر وظالم بحق الشعب اليمني وقد يكون الحد الأخير لذلك الظلم والظلام الدامس ولا يمكن لأي شعب أن يصبر على أكثر من تلك المدة المجردة من الحياة التي كان ينعم بها قبل ظهور وقدوم تلك المليشيا الإرهابية المتطرفة .
نسأل الله تحرير كل اليمن من مليشيا الكهنوت والظلام والتخلف ونحمده ونشكره شكراً جزيلاً على عودة الحياة إلى مديريات جنوب مأرب وشمال غرب شبوة ونسأله كمال النصر والتحرير ودحر مليشيا الحوثي الإرهابية الإيرانية إلى الأبد ..