ريمة من المحافظات اليمنية النائية ذات طبيعة جبلية وعرة يعتمد سكانها على المياه السطحية العذبة التي تظهر في موسم الأمطار للسطح عبر العيون والجداول المائية وتعتبر المصدر الأساسي لمياه الشرب والاستخدام المنزلي المحدود ويتتبع السكان مسارها عدة أمتار تحت الأرض حتى المنبع الرئيسي المؤدي إلى الحوض المائي السطحي وتأمينه ببناء هندسي بديع من الأحجار.
ولأن الأمطار الموسمية عادة ما تكون شحيحة غير كافية لتغطية الاحتياج وجفاف أو ضعف تدفق مياه العيون المائية الجارية في فصل الشتاء يعمل الأهالي على توفير احتياجاتهم من المياه بالوسائل المتاحة وإيجاد حلول تعزز من قدراتهم في التغلب على الواقع المعاش فيلجؤوا إلى أنشأ خزانات مياه "البرك" والسدود والحواجز المائية المكشوفة والمسقوفة لحفظ مياه الأمطار الموسمية، وبأشكال هندسية بديعة وطرق تراثية ومبتكرة دون استخدام مواد البناء الحديثة كالإسمنت والحديد مع استبعاد الخشب في سقف الخزانات لتأثرها بالرطوبة.
يقوم الأهالي بعد حفر الخزانات "البرك" بمرحلة بنائها بالجدران الحجرية السميكة مع وضع أوتاد قوية يتم عليها تشكيل العقود في صفوف متقاربة نسبياً ليتم وضع فوقها السقف من أحجار طويلة وسميكة وتسديد الفواصل في الأرضية والجدران والسقف بمادة تسمى القضاض تصنع محلياً لمنع تسرب المياه من الأرضية أو الجدران وكذا منع نزول الأتربة والمياه من أسقف الخزانات مع تامين الصعود والنزول فيها بوضع الدرج "سلالم حجرية" بارتفاع خفيف يسهل صعود الأشخاص وهم حاملين أواني المياه الممتلئة دون مشقة .
ويستخدم الأهالي المياه المحفوظة في الخزانات المغلقة للشرب والمياه المحفوظة في البرك والسدود المكشوفة للاستخدام المنزلي المحدود والحيواني والزراعي وتصبح أغلب السدود متنفساً جميلاً للأطفال والكبار أيضا ، لتعلم وممارسة السباحة وخوض المغامرات وعيش أجمل لحظات السعادة والبهجة .