من يتتبع سير الأحداث والأوضاع السياسية في شطري اليمن قبل الوحدة سيجد أن اليمن كما يقول الإخوة المصريون. (فولة وانقسمت نصفين) فعندما تمطر في صنعاء يتم فتح المظلات في عدن والعكس صحيح، تشابه إلى حد التطابق حتى في عدد الرؤساء فقد كانوا ستة في كل شطر حتى قيام الوحدة.
ففي الشمال. 1 . عبد الله السلال. 2. عبد الرحمن الإرياني 3 - الحمدي 4 - الغشمي 5 - عبد الكريم العرشي 6 - علي عبد الله صالح وفي الجنوب نفس العدد ..1 - قحطان الشعبي 2-سالم ربيع علي 3- علي ناصر محمد 4 - عبد الفتاح إسماعيل 5- علي ناصر محمد مرة ثانية 6 - حيدر أبو بكر العطاس ..
(لقد كان العطاس رئيس هيئة مجلس الشعب الأعلى يعني رئيس الدولة في الجنوب بينما البيض الأمين العام للحزب الاشتراكي) الأحداث السياسية تشابهت إلى حد التطابق .
قيام ثورة سبتمبر في الشمال تلتها بعد عام ثورة أكتوبر في الجنوب. وقع في صنعاء صراع واقتتال بين رفاق السلاح والثورة فيما عرف بأحداث أغسطس عام 68 م رغم أن القوات الإمامية كانت ماتزال في ضواحي صنعاء وقد نتج عن ذلك نزوح البعض منهم إلى عدن .
وحدث نفس الشيء في عدن بين رفاق السلاح ضد الاستعمار (الجبهة القومية وجبهة التحرير) عام 67م رغم أن القوات البريطانية كانت ماتزال في عدن ونتج عنها نزوح الكثير من أفراد جبهة التحرير إلى صنعاء... في الشمال تم الانقلاب على أول رئيس للجمهورية (عبد الله السلال) وتم تكوين مجلس جمهوري برئاسة القاضي الإرياني وفي الجنوب كذلك تم الانقلاب على أول رئيس للجمهورية (قحطان الشعبي) وتكوين مجلس رئاسي برئاسة سالم ربيع ..
في الشمال تدخل الجيش لإزاحة الرئيس الثاني للجمهورية (الإرياني ) الذي قدم استقالته وسافر إلى سوريا كمنفى اختياري وفي الجنوب أيضا تدخل الجيش لإزاحة الرئيس الثاني للجمهورية (سالم ربيع علي) والذي نجد أنه وبعد يومين من اغتيال الرئيس الغشمي في صنعاء والذي تم في عهده تغيير مسمى رئيس الدولة من رئيس مجلس القيادة إلى رئيس الجمهورية فقد تم كذلك إعدام الرئيس سالم ربيع علي (سالمين) في عدن مع العديد من رفاقه رغم أنه كان قد قدم استقالته ( يونيو 78م ) والذي تغير في عهده أيضاً مسمى الدولة من جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية إلى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية .
اثنان من رؤساء الشمال اسقرا في المنفى السلال في مصر والأرياني في سوريا قبل أن يعودا إلى صنعاء في بداية الثمانينات .. اثنان من رؤساء الجنوب توجها إلى المنفى عبد الفتاح إسماعيل إلى موسكو عام 80 م ثم عاد منتصف الثمانينات وعلي ناصر إلى سوريا المكان الذي اختاره القاضي الإرياني.. تناغم عجيب إلى حد التطابق إنها الجينات الواحدة والجسد الواحد . ..