;
لؤي يحيى الإرياني
لؤي يحيى الإرياني

ما هي القنبلة النووية الحقيقية لإيران؟ 683

2023-02-01 01:16:10

تشكل الطموحات النووية لإيران قلقاً عالمياً كبيراً خاصة بالنسبة لأوروبا، وفي ظل تعثر العودة للاتفاق النووي حاليا وبالنظر إلى وضع المنطقة والعالم ودور إيران المزعزع للأمن والاستقرار يكون السؤال الحقيقي هل القنبلة النووية الإيرانية هي الخطر الحقيقي أم أن زعزعة إيران للأمن الإقليمي والعالمي وميلشياتها حول العالم هي الخطر العالمي الأكبر؟

إيران والأمن الإقليمي: استطاعت إيران وعبر جهد طويل، يُشَبَّه دائما بحياكة السجاد الذي يشتهر به الإيرانيون، الوصول والسيطرة على عدد من الدول في المنطقة عبر ميلشيات تابعة لها ونشر الفوضى والتخريب فيها، واستطاعت عبر هذه الميلشيات أن تؤثر في القرار الإقليمي وأن تخلق حالة من عدم الاستقرار والحروب والدمار في المنطقة، واعتمدت إيران في هذه السيطرة على وجود عناصر متعاطفة عقائدياً بل وإنها في كثير من الأحيان عملت على زرع ونشر هذه العقائد، ودخلت المنطقة بسبب هذه القنبلة الميلشياوية الإيرانية في أصعب وأسوأ مراحلها التاريخية والتي يحتاج الخروج منها والتعافي إلى جهد ووقت طويل.

إيران والأمن الدولي: كانت أوروبا تحديداً تتعامل مع إيران وفقاً لطرحها بأن مشروعها إقليمي فقط وأنها لن تمدد نشاطاتها وطموحها خارج المنطقة، وغضت أوروبا الطرف عن بعض العمليات التخريبية الإيرانية هنا أو هناك في أوروبا، إلا أن التطور الخطير والذي قلب الموازين تماماً هو مشاركة المسيرات الإيرانية في الحرب الروسية الأوكرانية، شكل هذا التطور خطراً إيرانياً حقيقيا على أوروبا وأدى إلى تغيير جذري في الخطاب السياسي مع إيران، فهذه الخطوة بالتحديد يستحيل التغاضي عنها في أوروبا، وبعد فترات طويلة من الاطمئنان والتطمين الأوروبي وجدت أوروبا نفسها اليوم أمام مسيرات إيرانية تضرب في قلب أوروبا.

إيران والإعلام والمنظمات الدولية: بنفس الأسلوب الإيراني، عملت إيران ومنذ وقت مبكر على تشكيل لوبي في المنظمات الدولية وفي الإعلام الغربي، وزرعت الكثير من المتعاطفين معها عبر سنوات طويلة ويظهر جلياً في المحافل الدولية وفي مراكز البحث والدراسات خاصة في أوروبا هذا التأثير، وهو الأمر الذي يلعب دوراً كبيراً في التخفيف من الضغط على إيران ومحاولة تخفيف الصورة البشعة للأعمال التي تقوم بها إيران لتقويض الأمن في المنطقة والعالم.

إيران وإيران: الوضع الكارثي في إيران والمعاناة التي دفعت الناس للخروج إلى الشوارع في مختلف المدن الإيرانية ضد النظام الحاكم هي أيضا إحدى قنابل إيران الخطرة على نفسها وشعبها وعلى الإقليم والعالم، فهذا الوضع غير المستقر والمعاناة للشعب الإيراني لا يمكن إلا أن يقود إلى نتيجتين، أولاً المزيد من العنف والقمع داخلياً وثانياً نشر المزيد من الفوضى في المنطقة واللعب بالكروت وخلط الأوراق لتخفيف الضغط الداخلي.

وبالنظر والتحليل لكل هذا الخراب والدمار والفوضى التي تسببت بها إيران في المنطقة والعالم، يتضح تماماً أن هذه القنبلة المزعزعة للاستقرار في العالم هي أخطر بمراحل من احتمالية حصول إيران على قنبلة نووية، وهو أمر أساساً بحاجة للكثير من الوقت لإيران خاصة بعد الضربات السيبرانية للمشروع النووي، وتبقى قنبلتها الفوضوية والمزعزعة للأمن أكثر تأثيراً وأكثر إلحاحا في أهمية التعامل معها.

وبناءً على كل ما سبق يتضح جلياً أن أي تخفيف للعقوبات أو إتاحة الفرصة لإيران للحصول على موارد مالية ضخمة سيعزز من قنابلها الفوضوية وسينعكس بالضرورة على توسيع قدرتها على الإضرار بالأمن الإقليمي وسيشكل دعماً مباشراً للميلشيات التخريبية في المنطقة، ومن ينتظر أن إيران ستغير سلوكها بسبب أي اتفاقيات فهو كمن ينتظر ثمار التفاح من شجرة الصبار ويطالب الأشياء بغير طبيعتها.

في اليمن، نواجه الخطر الإيراني بشكل مباشر وأكثر وضوحاً وحدة، وهو ما يتطلب من اليمنيين التكاتف وتوحيد جهودهم، كما أنه لا يمكن لليمنيين مواجهة هذا الخطر المنظم والجدي إلا بتحالفات إقليمية ودولية تدرك أن هذا الخطر سيمتد للجميع، والأهم أن هذا المشروع الإيراني يتطلب من اليمنيين الانخراط في نضال فكري والعمل بجدية على مشروع وطني يواجه هذا المشروع فكرياً ووطنياً وسياسياً.

* نقلاً عن موقع "المصدر أونلاين"

* لؤي يحيى الإرياني دبلوماسي يمني يعمل حالياً قائماً بأعمال السفير اليمني في برلين

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

محمد المياحي

2024-09-21 22:40:48

عن سبتمبر

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد