بسبب الغفلة وانشغال فقها الدين والدعاة بالمسائل الفقهية المحصورة في نواقض الوضوء والضم والسربلة وغيرها وافتقار الدولة لخطاب يعزز الهوية الوطنية، عملت إيران من ثمانينيات القرن الماضي على إعادة إنتاج ذراعها الفارسي عبر المناديل الحوثية الإيرانية المستوطنة في اليمن من عهد "سيف ابن ذي يزن والرسي" وكرسوا نظرية "الاصطفاء الإلهي" لدى أتباعهم بأنهم أصحاب الولاية وهم وحدهم لهم الحق في الحكم.
وعقب الاحتلال الفارسي الأخير لصنعاء في 21 سبتمبر 2014 استغلت المليشيا الفارسية الضغط الدولي على قوات الشرعية ومنعها من تحرير صنعاء وكافة الأراضي اليمنية الخاضعة لسيطرتها للتضليل على مقاتليها واتباعها بان استمراريتهم في السيطرة على صنعاء وأخواتها هو "تمكين ألهى" لسلالتها الفارسية بقيادة المنديل الإيراني عبدالملك الحوثي.
"الاصطفاء الإلهي" نظرية فارسية عنصرية قائمة على أساس سلالي متطرف، وخرافة تهدف لتسخير المجتمع لخدمة الكهنة، فالاصطفاء مصطلح ديني وظفته الجماعات الفارسية الشيعية لمحاولة إثبات أحقيتها في الحكم ومسؤوليتها عن الدين إلى قيام الساعة عبر شخصيات فارسية تدعي الانتساب للنبي محمد عليه الصلاة والسلام.
ويستخدم الحوثي الفارسي نظرية الاصطفاء بمسمى "الولاية" مستدلا بشجرة السلالة المزعومة لإثبات نسبهم لآل بيت رسول الله، وان الاصطفاء امتداد للذرية مستشهدين بقول الله تعالى "إن اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ..." الآية (ال عمران، 33و 34) وبهذه المزاعم تحاول مليشيا فارس الحوثية إقناع اتباعها وضمان التسليم بعدم الجدال حول أحقية الحكم.
ولأن المليشيا الحوثية الفارسية بطبيعتها الطائفية غير مقبولة ويدرك اليمنيون بأنها مصدر لتفتيت البنية الاجتماعية فقد انقلبت على النظام الديمقراطي في اليمن والذي يعتبر نقيضا للمعتقدات التي تدعو للتسليم بأحقيتهم في الحكم ولا فرق بين من يدعي النبوة أو الاصطفاء الإلهي فكلاهما افتراءات غيبية وظاهرة مرضية.
أدعو كل العلماء والمشائخ والفقهاء لمواجهة مغالطات الحوثي بتفنيد دسائسه وتفسيراته المغلوطة لنصوص القرآن وتوظيفها لصالح طموحاته اللئيمة... فمن يقعون تحت سلطة آلته السياسية والإعلامية وأنشطته المشبوهة قد يتأثرون ويتحولون دون دراية إلى عبيد مسلوبي الإرادة والفهم.