يقول علماء النفس إن تبلد المشاعر يعتبر حالة من نقص التأثير، وانخفاض التفاعل العاطفي، وتظهر على الشخص عن طريق التعبير عن المشاعر سواء بطريقة لفظية أو غير لفظية، وخاصة عند الحديث عن الأمور التي يتخللها جزءا كبيرا من العاطفة، حيث إن الشخص الذي يعاني من تبلد المشاعر نادرا ما يعبر عما يشعر به تجاه الآخرين.
انقلاب مليشيا السلالة الفارسية عرض اليمنيين في السنوات الثمان الماضية لضغط نفسي أفقدهم معاني التعبير عن مشاعرهم وأحاسيسهم، كالصخور بلا قلوب.
استمرار الحرب العبثية الإيرانية على اليمنيين أفقدت الكثير الشغف واليأس معا، وأصبحت الحياة بلا طعم ووصل الأمر بهم إلى العجز عن البكاء والضحك وفقدان القدرة على الإحساس بالآخرين، والتعاطف معهم، والأخطر من ذلك هو الإصابة بالصمت عن كل ما يحدث لهم ومعهم، والتعرض لحالة من فقدان الثقة والتركيز وبطء التفكير.
الحرب الفارسية الظالمة على اليمنيين تسببت بكارثة ثقافية وفكرية ونفسية وصحية واقتصادية وبيئية، وأعادت اليمن عشرات السنين إلى الوراء، ومرحلة ما بعد استعادة الدولة من السلالة الفارسية ستكون صعبة، وبحاجة إلى ثورة وعي شاملة، وسيتحمل العلماء والدعاة والمثقفون والإعلاميون عبئا كبيرا في معالجة ما أنتجته مليشيا السلالة الفارسية.
تبلد مشاعر أغلب فئات المجتمع اليمني هي حالة طارئة تعرضوا لها خلال فترة الحرب الفارسية عليهم، فأظهروا عجزهم عن التعبير والدفاع عن أنفسهم وحقوقهم بسبب ما مرت بهم من أزمات وصدمات عدة مؤقتة ومستمرة وحسب شدتها، وسيعودون إلى طبيعتهم حينما يتم القضاء على السلالة الفارسية في البلاد.
ختاما: اليمنيون ذو طبيعة تأبى الشكوى أو الاستسلام فلديهم مخزون فائق من الصبر وقدرة كبيرة على التحمل، فبعد الصبر الطويل والمعاناة والقهر والفقر التي كانت أسبابا كافية للتبلد العاطفي لدى غالبية الناس سيأتي الفرج لا محالة، وقد أصبحوا قادرين على الاستغناء عن كل علاقة لا تمدهم بالأمان دون ذرة ندم، ولم يكن نزع الود سهلا لكنها المواقف التي أجبرت الكثير على نزع اللحظات المتجذرة في أعماق الذكريات.