قبل ثلاث سنوات تأسس المركز العربي للأطراف، في مدينة صلالة العمانية، ولهذا الموقع ما له من الدلالة على الإدراك المبكر من جانب الأشقاء في سلطنة عمان لاحتياجات اليمنيين الذين زج بهم في معركة متعددة الأطراف، بينما كانوا يصلون إلى عتبة الخروج من الأزمة وعلى وشك إنجاز واحدة من أهم عمليات التحول الديمقراطي السلمي في العالم العربي.
لا يمكن لأحد أن يمر مرور الكرام على دلالة وجود المركز في مدينة صلالة العمانية، وأول ما يمكن للمرء يستوعبه هو أن هذا البلد عبر بطريقة حضارية عن موقفه من الحرب الدائرة في اليمن، فوفر مسارا سالكا لليمنيين الذين تقطعت بهم السبل وانسدت أمامهم المنافذ والخطوط الموصلة بينهم وبين العالم، فعبر سلطنة عمان يذهبون إلى العالم وعبرها يعودون إلى وطنهم موفوري الكرامة، على أن احتضانها لمقر هذا المشروع الإنساني العظيم، عزز لا شاك من مواقفها الثابتة تجاه الشعب اليمني.
الاحتفال بتأسيس المركز تزامن مع بلوغ مستويات قياسية من الأهداف المرسومة له، حيث استكمل تركيب ألف طرف صناعي لمعاقي الحرب من الرجال والنساء والأطفال من محافظة تعز وغيرها من محافظة الجمهورية، وهو إنجاز تقاس أهميته بالكلف العالية لهذه الأطراف، التي تنتج من قبل أفضل شركة في العالم، وتقاس أيضا بكفاءة هذه الأطراف التي أعادت للمعاقين الأمل بحياة جديدة تكاد تعيدهم إلى حياتهم الطبيعية.
لقد عكس هذا الاحتفال بالحضور المميز للمسؤولين وقيادات العمل الإنساني الدولية، والسفراء والمهتمين من اليمن سلطنة عمان والعالم، اتساعا ملحوظا في اهتمام المجتمع الدولي بالمركز العربي للأطراف، بصفته إنجازا استثنائيا تحقق على هامش الحرب دون ادعاءات أو ضجيج، ليكون ردا لائقا على كل الذين استهدفوا المقاومة الشعبية وقائدها ورجالها، وقللوا من أهمية إنجازاتها الميدانية التي أبقت واحدة من أهم قلاع الجمهورية صامدة حتى اليوم أمام المخطط الانقلابي الإجرامي المعادي وأعني بها مدينة تعز.
يمثل المركز العربي للأطراف واحدا من أهم الإنجازات العديدة لمؤسسة الشيخ حمود المخلافي، والقائمة تطول إذا ما أردنا أن نتحدث عن المرافق الإنسانية والإغاثية والتعليمية التي تديرها هذه المؤسسة، وبالأخص في مدينة تعز، تحت إشراف قائد المقاومة الشعبية الشيخ حمود المخلافي، وهو مناضل من طراز فريد، عدته الإصرار والعناد والمثابرة، في تحقيق الأهداف التي تهم الناس وتفيدهم.
لقد مضى في طريقه ولم يتوقف، رغم الاستهداف الممنهج له من خصومه الداخليين والخارجيين سياسيا وإعلاميا، الذين صمموا سردية مليئة بالأكاذيب عن سيرة الرجل لتبدو خالية من أي إنجاز، لكن هيهات، فبندقية هذا القائد لا تزال تذود عن تعز، وحضوره الطاغي في معركة تحرير تعز، والدفاع عن مأرب وغيرها من الجبهات لا ينكره إلا جاحد، والأهم من ذلك أن جهوده اليوم تؤمن البلسم الذي يداوي الجرحى، والرعاية التي تحتضن الثكالى واليتامى وتأخذ بيدهم عبر سلسلة من المشاريع الإنتاجية والتعليمية والمهارية.
شكرا للفنان الكبير أحمد فتحي الذي شارك في إحياء هذا الحفل الخيري الإنساني بحماس كبير، وشكرا للفنانة الشابة غراء ثابت التي قدمت لوحة غنائية رائعة في هذا الحفل، وشكرا لك جهد بذل من أجل أن يظهر الاحتفال بهذا الشكل اللائق.